أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة لليوم 41 على التوالي
أولاً: سنتحدث عن عدوان الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي:
ليلة أمس ارتكب الاحتلال جريمة حرب وحشية باقتحامه واعتدائه بالدبابات على مجمع الشفاء الطبي، في انتهاك صريح لحرمة مؤسسة صحية محمية بحكم اتفاقية جنيف الرابعة.
جنود الاحتلال وضباطه قاموا، بإرهاب المرضى، واحتجازهم في الأقسام بطريقة همجية، في ظل انقطاع تام للكهرباء والماء، وعبثوا بكافة الأقسام والصيدلية ودمّروا مستودع الأدوية، وعطّلوا جهاز الرنين المغناطيسي في المشفى.
بعد عشرون ساعة من الاعتداء على كافة مرافق المستشفى والتفتيش والعبث بمحتوياته وأقسامه، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال كعادته برواية هزيلة سخيفة، ليقول وجدنا عدة قطع بنادق كلاشينكوف، وجهاز لابتوب، وبزّة عسكرية، وحذاء. وعرضهم على رفوف وكأنها في سوبرماركت، أو غرفة فندقية.
هذه مسرحية هزيلة لجأ إليها الاحتلال وأعدّها للتغطية على سقوط روايته المزعومة، وتبيّن للقاصي والداني كذبهم وكذب الإدارة الأمريكية التي روّجت لمزاعم الاحتلال، دون دليل أو بيّنة. فهل عِدّة بنادق، مع بِزة عسكرية، وحذاء، جاء بهم الاحتلال إلى غرفة الرنين المغناطيسي التي يعمل فيها أطباء ومتخصّصو الأشعة على مدار الساعة، تشكّل غرفة عمليات وقيادة وسيطرة وتحكّم لكتائب القسام التي تدكّ الاحتلال في كل دقيقة وساعة في طول وعرض قطاع غزة؟!
لا زلنا نطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، منذ أسبوعين، بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على واقع المستشفيات، وللوقوف على كذب الاحتلال، لأننا نُدرك بأن هذا الاحتلال سيلجأ إلى التضليل والكذب واختلاق الروايات.
بعد ظهور ركاكة رواية الاحتلال وهشاشة “الأدلة” على مزاعمه التي أصبحت موضع سخرية العالم، لا نستبعد أن يلجأ الاحتلال الى فبركة مسرحية جديدة لتسويق أكاذيبه.
بعد هذه الفضيحة المدوّية للاحتلال ولروايته الكاذبة؛ نحمّل قادة الاحتلال والرئيس بايدن المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، وعن كافة الجرائم بحق أطفالنا ونسائنا والمدنيين العزّل الذين يُقتلون بسلاح أمريكي، وغطاء من الرئيس بايدن وإدارته، الشركاء في هذه الجريمة.
نذكّر العالم والأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المؤسسات الدولية، الذين يَعْلَمون ويصمتون عن تحميل الاحتلال مسؤولية جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، بأن الاحتلال أخرج 25 مشفى من أصل 35 عن الخدمة، ولا زال يقطع الكهرباء والوقود ويمنع وصول الأدوية عن كافة المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية، ويعرّض كافة المرضى لخطر الموت كما فعل في مستشفى الرنتيسي عندما أخرج الطاقم الطبي بقوة السلاح وترك بعض الأطفال الخدّج ليموتوا بدم بارد.
فأين أنتم مما يفعل الاحتلال، وأين مسؤولياتكم القانونية والأخلاقية لحماية المؤسسات الطبية المحمية دولياً.التاريخ سيحاسبكم على تقصيركم برضوخكم للضغوط الأمريكية والصهيونية، ومخالفتكم لموجِبات القانون الدولي والإنساني.
ثانياً: معبر رفح والممرات الإنسانية:
ولا زلنا ننتظر تطبيق قرار القمة العربية والإسلامية الطارئة، الداعي لكسر الحصار، وإدخال المواد الإغاثية، والوقود، والأدوية فوراً، وأشدّد على كلمة فوراً. فهذا القرار مضى عليه 6 أيام لحد الآن..!!
نعرب عن شكرنا وتقديرنا للدول التي قدّمت المساعدات الإغاثية والإنسانية وأوصلتها إلى مصر تمهيدا لدخولها للقطاع، وندعو تلك الدول وكافة الدول العربية والإسلامية، إلى ممارسة الضغط على واشنطن، لإدخال الأدوية والوقود، ولرفض أية صيغة يتحكّم فيها الاحتلال بدخول الأدوية والوقود والمواد الإغاثية التي هي حق طبيعي للشعب الفلسطيني عبر معبر رفح المصري الفلسطيني.
لا نُعفى وكالة الأونروا والأمم المتحدة من مسؤولياتها القانونية والدولية عن رعاية النازحين واللاجئين في قطاع غزة. ولا يكفيكم المناشدة، فهناك مسؤولية واضحة ومباشرة ملقاة على عاتقكم.
ثالثاً: الأسرى في سجون الاحتلال:
نحن في الحركة نتابع أوضاع أسرانا الأبطال حيث اعتقل الاحتلال منذ معركة طوفان الأقصى أكثر من 2800 معتقلا ووصل عددهم إلى أكثر من ٩ آلاف معتقل، كما أننا نتابع الانتهاكات الجسيمة اللاإنسانية بحقهم وسط صمت المؤسسات الدولية والعمى الذي أصابها عن الانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني، حيث استشهد 5 أسرى من أسرانا الأبطال تحت التعذيب الشديد منذ ٧ أكتوبر.
لا يزال ما يسمى وزير الأمن القومي، المدعو بن غفير، المريض نفسياً ومنظومة الاحتلال الأمنية النازية يحاول عبثاً الضغط على أسرانا الأبطال، عبر التضييق عليهم، بحرمانهم من حقوقهم القانونية كأسرى، ويمارس بساديّة ونازية، أشكالاً متعدّدة من التعذيب الجسدي والأذى النفسي.
نقول لبن غفير، المريض نفسياً، وللنازيين الجدد؛ شئتم أم أبيتم، هؤلاء الأبطال سيخرجون من السجون. ولن نتوقف حتى يخرجون وينعمون بالحريّة، فذلك عهدٌ قطعناه على أنفسنا ولن نتراجع عنه بإذن الله.
رابعاً: الحراك العالمي والتضامن مع الشعب الفلسطيني:
نثمّن عالياً الحراكات الشعبية التي لا زالت تجوب العواصم، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً للعدوان والإبادة الجماعية التي يرتكبها النازيون الجدد في قطاع غزة.
نجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية، ولكافة الشعوب الحرّة، لأن يستمر الحراك والتظاهر بكثافة في العواصم وأمام السفارات الصهيونية والأمريكية، حتى يتوقف العدوان، وحرب الإبادة الجماعية ضد الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة.