آخر الأخبارإيران

صواريخ كروز البحرية الايرانية … أنواعها ومواصفاتها

صواريخ كروز البحرية الايرانية : دروع استراتيجية في مواجهة التحديات

شكَّلت صواريخ كروز البحرية الإيرانية ركيزةً أساسيةً في استراتيجية الردع البحري للجمهورية الإسلامية، خاصةً بعد الحرب العراقية-الإيرانية (1980–1988)، حيث حوَّلت طهران تركيزها نحو تطوير ترسانة صاروخية متطورة قادرة على مواجهة التهديدات في الخليج العربي وبحر عمان. اعتمد هذا التطور على الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية، مدعومًا باستثمارات ضخمة في البحث والتطوير، ما مكّن إيران من تصنيع عائلات صاروخية متنوعة تلبي احتياجات العمليات الساحلية والعميقة.

  • صواريخ قصيرة المدى: مثل عائلة “كوثر” (15–25 كم)، التي تُطلَق من منصات ساحلية أو زوارق سريعة أو مروحيات، وتتميز بخفة الوزن وتعدد أنظمة التوجيه (تلفزيوني/حراري/رادار ملمتري). صُممت لمكافحة السفن الحربية الصغيرة والمتوسطة، مع مقاومة للتشويش الإلكتروني .
  • صواريخ متوسطة المدى: مثل “نصير” (140 كم)، وهو جيل متطور من صواريخ “نصر-1″، يُطلَق من الزوارق السريعة. يتميز بدقة عالية في الإصابة، ورد سريع، وقدرة على التشويش على الرادارات المتقدمة .
  • صواريخ بعيدة المدى: أبرزها “أبو مهدي” (1000+ كم)، الذي كُشف عنه عام 2020. مزود بـمحرك نفاث “طلوع”، وأجنحة مستطيلة، ورادار نشط يتجاوز أنظمة الدفاع. يُطلَق من منصات ساحلية ويُخطط لنشره على السفن، مما يوسع نطاق التغطية ليشمل كامل سواحل الخليج .

حققت إيران قفزات نوعية في:

  1. تكنولوجيا التوجيه: استخدام أنظمة ملاحة متكاملة (GPS/INS) في صواريخ مثل “أبو مهدي”، مع رؤوس باحثة ذكية .
  2. تصميم المحركات: التحول من الوقود السائل إلى الوقود الصلب في صواريخ مثل “كوثر” و”نصير”، ما يزيد كفاءة الإطلاق .
  3. التخفي: اعتماد تصميمات شبيهة بـ”التوماهوك الصيني” في “نصير”، مع أجنحة رئيسية تقلل الحجم الكلي للصاروخ .

تواجه هذه الصواريخ تحديات دولية بسبب العقوبات المفروضة على برنامج الصواريخ الإيراني، لكنها تظل أدوات حاسمة في حماية الممرات المائية مثل مضيق هرمز. كما تعزز القدرات الإيرانية في الردع غير المتماثل، خاصةً مع تزايد نطاق التهديدات البحرية في المنطقة .

خلاصة:
تشكل صواريخ كروز البحرية الإيرانية منظومةً دفاعيةً متكاملةً تجمع بين التطور التقني المحلي والمرونة العملياتية. رغم تفاوت مدياتها ودورها بين الصواريخ الهجومية والردعية، تظل رأس حربة في استراتيجية طهران لموازنة القوى الإقليمية.

صاروخ ابو مهدی

بعد ان اعلنت ايران انها وسعت دائرة دفاعها البحري الى شعاع الف كيلومتر باستخدام صاروخ كروز “ابو مهدي” البحري (صواريخ كروز هي الصواريخ التي يمكن توجيهها اثناء التحليق) والذي يمكن اطلاقه من منصات ثابتة ومتحركة ، باتت يد ايران مليئة بمختلف انواع صواريخ كروز المستخدمة في المعارك البحرية ذات مديات مختلفة وجميعها صممت وانتجت على يد الخبراء الايرانين

صاروخ ابو مهدي، كما اعلن وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد محمد رضا آشتياني، دخل الخدمة يوم الثلاثاء الماضي في القوات البحرية للجيش والحرس الثوري، وهذه المنظومة الصاروخية هي منظومة استراتيجية وفي الحقيقة يمكن وصف هذا الصاروخ بأنه ” لا نظير له”، وله خصائص فريدة ، فهو نقطوي (دقيق الاصابة للغاية) وله قدرة تدميرية عالية جدا وهو قادر على اجتياز التضاريس الجغرافية والتحليق المنخفض، ويتمتع ايضا بالقدرة على مواجهة الحرب الالكترونية والافلات من الرادارات ويستخدم الذكاء الصناعي في برمجية رسم مسار تحليقه

صاروخ ابو مهدی
صاروخ كروز البحري ابو مهدی 

وقد اكد وزير الدفاع الايراني انه قد اصبح بالامكان الان ضرب القطع البحرية المعادية المتحركة انطلاقا من عمق الاراضي الايرانية ومناطق سرية بالكامل وتدمير السفن والفرقاطات والمدمرات المعادية بشكل كامل.

وقبل ادخال صاروخ ابو مهدي للخدمة كان اكبر مدى لصواريخ كروز البحرية الايرانية هو 300 كيلومتر، وهو لصاروخ “قدير”، لكن الان جاء صاروخ ابو مهدي ليزيد هذا المدى اكثر من 3 اضعاف، دفعة واحدة.

وقد صممت الصناعات الدفاعية الايرانية عدة انواع من صواريخ كروز البحرية وقامت بصنعها، وسنأتي على ذكرها:

صاروخ كروز البحري &Quot;ظفر&Quot;
صاروخ كروز البحري “ظفر”

هو صاروخ كروز قصير المدى يمكن اطلاقه من الزوارق السريعة والمروحيات ومنصات اطلاق ارضية ويستخدم لضرب القطع البحرية الصغيرة والمتوسطة ، ويبلغ طوله 2/6 مترا وقطره 0/18 متر ويبلغ وزنه 120 كيلوغراما ، ويتراوح مداه بين 8 كيلومترات و25 كيلومترا، ورأسه الحربي يزن 30 كيلوغراما وهو من فئة صواريخ “اطلق وانس” (Fire&Forget) ويمكن اطلاقه من الزورق السريع الذي يحمله حتى اذا كان يسير بسرعة 30 عقدة بحرية.

صاروخ كروز البحري &Quot;نصر&Quot;
صاروخ كروز البحري “نصر”

هذا الصاروخ يمكن اطلاقه من البحر وكذلك من الجو وظهر على الساحة لاول مرة في عام 2008 في مناورات “الوحدة” في الخليج الفارسي.

يبلغ طوله 3/2 مترا وقطره 0/28 مترا ، ووزنه 360 كيلوغراما ورأسه الحربي لوحده يزن 130 كيلو غراما. ومداه يتراوح بين 8 كيلومترات كحد أدنى و 35 كيلومترا كحد أقصى، وسرعة تحليقه 0/8 الى 0/9 ماخ (سرعة الصوت) ورأسه الحربي شديد التفجير، ويمكنه خرق الدروع نصف الثقيلة للبوارج المعادية واحداث دمار واسعويتم توجيهه عبر التلفزيون والرادار والمجسات، وهو صاروخ قاتل للقطع البحرية التي تزن حتى 3 آلاف طن ويمكن اطلاقه من البحر والبر والمروحيات. وهو يكمل عمل وحدات المدفعية الساحلية المدافعة عن المياه الايرانية.

صاروخ كروز البحري &Quot;نور&Quot;
صاروخ كروز البحري “نور”

هو أول صاروخ كروز بحري محلي الصنع وأدخل الخدمة في التسعينيات وبدأ انتاجه المكثف بعد عام 2001 ، ويبلغ طوله 6/38 مترا وقطره 36 سنتيمترا وله محرك من نوع التوربو النفاث ويبلغ وزنه 715 كيلوغراما، ومداه 120 كيلومترا وتبلغ سرعته عند اصابة الهدف 0/9 ماخ ورأسه الحربي شديد الانفجار (High explosives) ويزن 155 كيلوغراما لوحده.

هذا الصاروخ قادر على التحليق المنخفض لتجنب كشفه، ومزود برادار داخلي صغير، ومنظومة توجيه قوية تستطيع التغلب على التشويش ، وهو يطلق من البحر والجو .

صاروخ كروز البحري &Quot;قادر&Quot;
صاروخ كروز البحري “قادر”

ظهر على الساحة لاول مرة في 22 سبتمبر عام 2011 ويبلغ طوله 7/4 مترا وقطره 36 سنتيمترا وسرعته 0/9 ماخ ، وهو مزود بمحرك توربو نفاث من طراز “طلوع – 4” وسرعته 956 كلم في الساعة ومداه 200 كيلومتر ، وهو مزود ايضا برأس حربي شديد الانفجار قادر على خرق دروع البوارج، وفيه صاعق تأخيري لضمان احداث ضرر أكبر.

ومن خصائصه انه مزود بطيار آلي ورقمي (DAP- digital auto pilot) وقادر على الافلات من التشويش ومنظومات الحرب الالكترونية ويمكن حمله بواسطة المروحيات وطائرات الفانتوم الحربية ويتمتع بسرعة كبيرة في تدمير الاهداف المعادية.

صاروخ كروز البحري &Quot;نصير&Quot;
صاروخ كروز البحري “نصير”

يطلق من البر والبحر نحو الأهداف المعادية مثل البوارج والمنصات والمنشآت الساحلية ويتطلب تجهيزه للاطلاق وقتا قصيرا، وهو قادر على التحليق المنخفض ودقة عالية في التوجيه والاصابة، وايضا قدرة تدميرية عالية والقدرة على خوض الحرب الالكترونية بسبب راداره المتطور، وامكانية اطلاقه من الزوارق السريعة ايضا.

صاروخ كروز البحري &Quot;قدير
صاروخ كروز البحري “قدير

هو ايضا من الصواريخ البحرية لدى القوات المسلحة الايرانية وازيح الستار عنه في شهر فبراير عام 2017 في مناورات “محمد رسول الله (ص)” للجيش الايراني وهو من عائلة صواريخ نور، استطاع الخبراء الايرانيون زيادة مداه عبر تحسين أداء المحرك وخفض استهلاك الوقود، وهناك نافذة لدخول الهواء في اسفل هيكل الصاروخ مخصصة لدخول الهواء الى المحرك النفاث حين التحليق البعيد، كما هناك محرك اضافي للدفع الاوّلي عند انطلاق الصاروخ هو في الجزء الخلفي من الصاروخ ، ويبلغ مدى هذا الصاروخ 300 كيلومتر، وهو سهم من السهام التي تنتظر قلوب الاعداء اذا اضمروا أي سوء لايران.

صواريخ كروز الايرانية من &Quot;ظفر&Quot; الى &Quot;أبو مهدي&Quot;
صواريخ كروز الايرانية من “ظفر” الى “أبو مهدي”

منذ ان بدأت ايران صنع صواريخ كروز البحرية عبر القيام بهندسة عكسية واستنساخ صاروخ “سي -802” الصيني ، وحتى الان، اصبح هناك طرازات عديدة من هذه الفئة من الصواريخ قيد الخدمة ، ووصلت مدى هذه الصواريخ من 25 كيلومترا الى اكثر من الف كيلومتر.

في خضم البيئة الأمنية المعقدة لمنطقة الخليج الفارسي، تُواصل إيران تطوير ترسانتها الصاروخية المحلية، ويبرز صاروخ “كوثر” كروز كواحد من الأسلحة المضادة للسفن التي تحظى باهتمام استراتيجي وعسكري كبير. يُعد هذا الصاروخ، الذي تنتجه “منظمة الصناعات الجوفضائية” التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، تجسيداً لجهود طهران لتعزيز قدراتها البحرية والردعية باستخدام تقنيات محلية.

  1. طبيعة الصاروخ:
    • نوعه: صاروخ كروز بحري مضاد للسفن (Anti-Ship Cruise Missile – ASCM).
    • منصات الإطلاق: يتميز بمرونة تشغيلية عالية، حيث يمكن إطلاقه من منصات برية (ساحلية) أو منصات بحرية (سفن سطحية أو زوارق سريعة). والأكثر لفتاً، إمكانية إطلاقه من طائرات بدون طيار (پهپاد) بفضل وزنه المنخفض نسبياً.
    • نظام الدفع: يعمل بمحرك نفاث (جت)، يمكّنه من الطيران بسرعات فرط صوتية والحفاظ على مساره بدقة حتى إصابة الهدف.
  2. أنظمة التوجيه والتحكم:
    • يمتلك نظام توجيه مزدوج ومتطور، يجمع بين:
      • التوجيه الراداري: لاكتشاف وتتبع الأهداف البحرية في مختلف الظروف الجوية.
      • التوجيه البصري/التلفزيوني (EO/IR): لضمان دقة الإصابة في المرحلة النهائية، خاصة ضد الأهداف المعروفة مسبقاً أو في ظروف التشويش الإلكتروني.
    • مقاومة الحرب الإلكترونية (ECCM): تُعد إحدى أبرز مميزات “كوثر”. صُمم الصاروخ خصيصاً لمقاومة محاولات التشويش (Jamming) وتعطيل توجيهه من قبل أنظمة الدفاع الإلكتروني المعادية، مما يزيد من احتمالات اختراقه للدفاعات ووصوله إلى الهدف.
  3. الأداء العملياتي:
    • المدى: يصنف ضمن فئة الصواريخ قصيرة المدى. بينما لا تُعلن إيران رسمياً عن مداه الدقيق، تشير التقديرات إلى أنه يتراوح عادة بين 20 إلى 40 كيلومتراً، مما يجعله فعالاً في الممرات المائية الضيقة مثل مضيق هرمز والعمليات الساحلية.
    • الرأس الحربي: مزود برأس حربي شديد الانفجار مصمم لإلحاق أضرار جسيمة بالهياكل المعدنية للسفن والزوارق المستهدفة.
    • الدقة: أنظمة التوجيه المزدوجة ومقاومة التشويش تهدف إلى تحقيق دقة عالية في الإصابة.
    • الهدف: مُصمم أساساً لـإغراق أو تعطيل شناور العدو السطحية، بما في ذلك السفن الحربية، والزوارق الهجومية السريعة، وحتى ناقلات البترول في سيناريوهات محددة.
  1. تعزيز الردع البحري: يمثل “كوثر”، مع غيره من الصواريخ الإيرانية المضادة للسفن مثل “نور” و”قادر”، حجر الزاوية في استراتيجية إيران للردع البحري غير المتماثل. تهدف هذه الاستراتيجية إلى موازنة التفوق البحري التقليدي للقوى الإقليمية والدولية في الخليج عبر تهديد سفنها بأسطول من الصواريخ السريعة والرخيصة نسبياً والمتنقلة.
  2. “ورقة رابحة” في الخليج: كثيراً ما توصفه التقارير الإيرانية والمحللة العسكرية بأنه “ورقة رابحة” أو سلاح ردعي مهم. تكمُن قوته في:
    • صعوبة الاعتراض: سرعته وقدرته على الطيران المنخفض فوق سطح البحر (تضاريس البحر) تجعله صعب الرصد والاعتراض.
    • القدرة على التشويش: مقاومته للحرب الإلكترونية تزيد من فعاليته ضد السفن الحديثة المزودة بأنصار دفاع جوي متطورة.
    • تعدد منصات الإطلاق: إمكانية إطلاقه من البر والبحر وحتى الطائرات المسيرة يعقد مهمة تدمير منصاته قبل الإطلاق ويزيد من انتشاره ومرونته التكتيكية.
    • التكلفة مقابل الفعالية: يُعتقد أن تكلفته أقل بكثير من تكلفة أنظمة الدفاع الصاروخي أو السفن التي يستهدفها، مما يمنح إيران ميزة في حرب استنزاف افتراضية.
  3. الرمزية المحلية: يُشكل إنتاج “كوثر” محلياً بالكامل نقطة فخر للنظام الإيراني، ويُستخدم كدليل على نجاح سياسة “الاعتماد على الذات” في المجال الدفاعي رغم العقوبات الدولية.
  • بينما تؤكد إيران على فعالية “كوثر” وتطوره، يبدي محللون غربيون تحفظاً حول بعض ادعاءات طهران، خاصة فيما يتعلق بمستوى مقاومته الفعلية للحرب الإلكترونية المتقدمة التي تمتلكها القوى البحرية الرئيسية في المنطقة.
  • يُعتبر المدى القصير نسبياً للصاروخ مقارنة ببعض الصواريخ الإيرانية الأخرى (مثل “قادر” أو “خليج فارس”) محدودية تفرض على المنصات الإيرانية الاقتراب من أهدافها لمسافات قد تعرضها للخطر.
  • يبقى اختبار الصاروخ في سيناريوهات قتالية حقيقية ضد دفاعات متطورة هو المعيار الحقيقي لفاعليته، وهو أمر لم يحدث بعد على نطاق معلن.

الخلاصة:

صاروخ “كوثر” كروز ليس مجرد سلاح تقني، بل هو أداة استراتيجية في ترسانة إيران البحرية. يجسّد تطوراً ملحوظاً في قدرات الصواريخ الإيرانية المضادة للسفن، خاصة في مجالات التوجيه الدقيق ومقاومة التشويش وتعددية المنصات. يظل دوره الأبرز هو تعزيز الردع الإيراني في المياه الإستراتيجية للخليج العربي، مما يجعله عنصراً رئيسياً في حسابات الأمن البحري الإقليمي، ومصدر قلق للقوى التي تهدف إلى الحفاظ على حرية الملاحة في هذه المنطقة الحيوية. نجاحه العملي في حال نشوب نزاع يبقى السؤال الأكبر الذي يحوم حول هذا السلاح وغيره من أدوات الردع البحري الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى