آخر الأخبارلبنان

الشيخ نعيم قاسم : لا يمكن لأحد ان يهزم الشعب الإيراني وتهديد ترامب للإمام الخامنئي دليل ضعف

ما تقرأهُ في هذا الخبر 🔻

أكد الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة خاصة مع موقع “العهد” الإخباري، أن النصر سيكون حليف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بثقة ويقين، مشيدًا بصمود الشعب الإيراني وقوته تحت قيادة الولي الفقيه الشجاع.

الامين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم
الامين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم

موقع آماج الإخباريالأمين العام لحزب الله: النصر حليف إيران والمقاومة صامدة رغم التحديات

وحذّر سماحته من أن أي اعتداء على إيران سيكون له ثمن باهظ، مؤكدًا أن المنطقة بأكملها ستواجه مخاطر جسيمة في حال تعرضت إيران للتهديد. كما وصف تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باغتيال آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) بأنه “عمل دنيء ودليل ضعف”.

المقاومة الموحّدة تؤسّس لشرق جديد
المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله


تطرق الشيخ قاسم إلى الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، معتبرًا أن مسؤولية الدولة تكمن في حماية المواطنين والأراضي، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد أن المقاومة تعمل على دعم الخيار الدبلوماسي، لكنها تحتفظ بحقها في الرد المناسب إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في إلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها.

وأشار إلى أن المقاومة أثبتت استمراريتها وقوتها من خلال التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الجنوب، وكذلك عبر المشاركة الجماهيرية الواسعة في تشييع الأمينين العامين، فضلًا عن دورها الفاعل في بناء الدولة ومؤسساتها.

في مسيرة صنعاء أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن إستهدفت 3 مدمرات حربية أمريكية في البحر الأحمر
إنجازات المقاومة في مواجهة “الشر الأكبر”


وأوضح سماحته أن المقاومة واجهت أعتى القوى العسكرية المدعومة أمريكيًا وغربيًا، لكنها تمكنت بفضل التوفيق الإلهي وتضحيات المجاهدين من تنظيم صفوفها وصد العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أن المقاومة ما زالت تملك إمكانيات كبيرة للرد على أي تهديد.


وتعهد الشيخ قاسم بمتابعة ملف إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن حزب الله قام بترميم مئات الآلاف من المنازل وتقديم بدل إيواء لعشرات الآلاف من العائلات، رغم أن هذه المهمة هي من مسؤولية الدولة. وأكد أن الهدف هو حرمان العدو من أي فرصة لخلق فتنة بين المقاومة والناس.


وفيما يتعلق بقوات “اليونيفيل”، أكد سماحته دعمه لبقائها ضمن مهامها المحددة، مع رفض أي تجاوزات تثير قلق الأهالي، داعيًا إلى معالجة الأوضاع بهدوء وتجنب التصادم.

أما عن الملف الفلسطيني، فأكد أن حكومة بنيامين نتنياهو فشلت في تحقيق أهدافها، بفضل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، الذي يثبت يومًا بعد يوم أن المقاومة هي طريق النصر.

هكذا يبقى خطاب المقاومة صلبًا وواضحًا، مؤكدًا أن طريق المقاومة والتحرير هو الخيار الوحيد لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وفي ما يلي نص المقابلة:

ج. جريدة العهد هي أول صوت موثَّق للتَّعبير عن مواقف حزب الله ورؤيته للأحداث والتطورات. انطلقت بعد سنتين من تأسيس حزب الله؛ وذلك في 18 حزيران 1984، حين لم يكن لحزب الله ناطق رسمي، ولم يتصدَّ مسؤولوه إعلاميًّا. كان الهم الوحيد وقتها عمليات المقاومة السريَّة، والتي كانت جهات أخرى تعلن تبنِّيها، حين كان الإعلان عنها يتم باسم المقاومة الإسلامية (وهو الاسم المعتمد للمقاومة قبل إعلان حزب الله في 16 شباط 1985). إذًا كيف نُخاطب الجمهور؟ وكيف نُعمم على كوادرنا وإخواننا وأخواتنا رؤيتنا ومواقفنا وروايتنا للأحداث؟ كانت جريدة العهد هي الحل.

إنَّ توثيق التجربة والعمليات والمواقف عملٌ يُساعد المسيرة على تكوين الصورة الكاملة بين الماضي والحاضر، وهو يندرج تحت عنوان “جهاد التَّبيين” الذي أطلقه سماحة الإمام الخامنئي(دام ظله). حيَّا الله المؤسسين والمحررين والعاملين في جريدة العهد، ثم في موقع العهد على امتداد 41 سنة. كنتُ أنتظر صدورها في المرحلة الأولى وأقرؤها بشغف. والآن للموقع قراؤه ومتصفِّحوه؛ لأنَّه يُعبِّر عن مواقف حزب الله. إنَّها إحدى دوائر تظهير موقف حزب الله الصادقة والأمينة.

ج. أدَّت جريدة العهد وظيفتها، وحققت أهدافها في توضيح الصورة ونقل الحقيقة للمنتمين إلى حزب الله وجمهور المقاومة والباحثين عن الحقيقة.

ج. لكلِّ مرحلة ظروفها الخاصة، لكنَّنا اليوم في ظروف أصعب بكثير من أيام التأسيس. والدليل على ذلك العدوان الإسرائيلي الأخير في أيلول 2024 والذي واجهناه بمعركة أولي البأس. كان الهدف من العدوان إنهاء وجود حزب الله، باغتيال الصف القيادي الأول وعلى رأسه سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله(قده)، والسيد الهاشمي(قده) والمعاونين وبعض مسؤولي الوحدات الجهادية والمجاهدين، وعملية البيجر، وضرب القدرات العسكرية. الحمد لله تعالى الذي وفَّقَنا لتجاوز هذا الخطر الكبير، باستكمال عقد القيادة البديلة، والصمود الأسطوري للمجاهدين، والتفاف الناس الأشراف حول المقاومة.. ما أدى إلى وقف الحرب واستمراريتنا.

ج. الوعي الشعبي مُتقدِّم جدًا. لاحظوا المقابلات المباشرة مع الناس، مع النساء والشباب والأطفال، في إطلاق المواقف الواعية والعميقة مباشرة على الهواء، ما يدلُّ على نُضج هذه البيئة وأصالة إيمانها بالولاية والمقاومة.

بكلِّ اطمئنان نقول: هؤلاء الناس هم أشرف وأنبل وأعظم الناس نُصرةً للحق والوطن. هؤلاء الناس شركاء حقيقيون في صناعة انتصار المقاومة واستمراريتها. لقد قدموا صورة نادرة يوم تشييع السيدين الجليلين بالشكل والمضمون ومليونية الحضور والاستعداد للتضحية والتمسك بالعزة والولاء.

ج. الحضور القوي لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله(قده) هو من قوة الارتباط بالرسول محمد(ص) وما دعانا إليه للارتباط بالثقلين: القرآن الكريم وعترة آل محمد(عم). إنَّ تفانيه في الإسلام المحمدي الأصيل، وذوبانه في الولاية بقيادة الإمام الخامنئي(دام ظله) على خط الإمام الخميني(قده) وامتلاكه لصفات شخصية مميَّزة، خصائصُ أظهرت نوره الوضَّاء وقوة تفاعله مع الناس وتأثيره فيهم. كان يُخاطب عقول الناس وقلوبهم، وكان واحدًا منهم في متطلبات حياتهم وتضحياتهم، وفي الخندق المتقدِّم لمواجهة “إسرائيل” ونصرة فلسطين والقدس، وهو الذي قدَّم ولده هادي شهيدًا.

ج. ترافقنا بشكل مباشر يومي وعملي لأكثر من ثلاث وثلاثين سنة، في العمل التنفيذي لسنتين كان رئيسًا وكنتُ نائبًا له، وباقي السنوات كنائب للأمين العام. حتى عندما تختلف آراؤنا في النادر من الموضوعات فاللياقة والاحترام والاستماع إلى الرأي الآخر هو السائد على قاعدة الالتزام بالتسلسل التنظيمي. كُنَّا معًا في أصعب الظروف والمحطات، وكنتُ دائمًا في حالة اطمئنان لرجاحة رأيه وحكمته وبُعد نظره، ولا أخفي أني كنتُ آنس إلى خطاباته وكلماته وأنتظرها كما ينتظرها الناس. أفتقده كرفيق درب وقائدٍ وحاملٍ لأثقال هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا ومقاومتنا. عزائي بأنَّه نال الشهادة التي تمنَّاها، وترك لنا إرثًا عظيمًا نستفيد منه.

ج. أن نُدير معركة أولي البأس مع المجاهدين الأسطوريين ونخرج منها صامدين ثابتين مستمرين في حمل لواء المقاومة والتحرير فهذا إنجاز عظيم. يجب أن يُدرك النَّاس حجم المخاطر التي واجهناها في غزة ولبنان. فالعدوان الإسرائيلي على المقاومة وشعبها في غزة ولبنان، جرى باستخدام القوة العسكرية الضخمة والمتطورة، مدعومةً بستمئة طائرة أميركية، وأكثر من مئة سفينة، كلُّها مُحملة بمئات أطنان الأسلحة والذخائر من الأعيرة الثقيلة والمدمِّرة، وبدعم أميركي بلا حدود على كل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية..إلخ.

وبدعم غربي واسع. واجهنا الشرَّ الأكبر على مستوى عالمي ضدَّنا، وبتوفيق الله تعالى: نظمنا وضعنا، وانتخبنا أمينًا عامًا، وعيَّنا بدائل القيادات الشهيدة، وصمدَ مجاهدونا في كلِّ مواقعهم وأوقفوا التقدُّم الإسرائيلي على جبهة الجنوب. لقد أوقفنا هذا العدوان في لبنان بالصمود والتضحيات باتفاق وقف إطلاق النار، ورؤوسنا مرفوعة، ولدينا إمكانات متبقية.

المقاومة باقية ومستمرة، تُرمِّم وضعها. وقد عبَّرت عن قوة استمراريتها، بأهلها الذين اندفعوا إلى قراهم في الجنوب وقدموا الشهداء ليثبتوا في الأرض، وبأضخم تشييع مليوني للأمينين العامين وذلك بشهادة كلِّ المراقبين في العالم، وبإسهاماتها الفعالة في بناء الدولة ومؤسساتها. انظروا إليها بينكم وفي حياتكم تعرفون قدْرَها.

ج. سنقدِّم لاحقًا سردية عمَّا حصل بعد انتهاء تحقيقاتنا، علمًا بأن الصورة العامة معروفة ويمكن اختصارها بأنَّنا كُنَّا مكشوفين أمنيًّا بسبب التكنولوجيا المتقدمة للعدو وعدم معرفتنا بحجمها، ووجود فجوة كبيرة نتيجة غياب التكافؤ في القدرة العسكرية.

في المواضيع السياسية، عادة ما نبدأ بالأسئلة المحلية لننتقل إلى الشق الإقليمي. لكن اسمحوا لي سماحة الشيخ أن نبدأ من الحرب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، الحدث الأبرز اليوم.

ج. أميركا هي صاحبة المشروع الأصلي في محاولة القضاء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث لم تمر سنة ونصف على انتصار ثورة الإمام المُلهم الخميني(قده) ونجاحها بإقامة الدولة إلا وبدأت الحرب العراقية ضد إيران لثماني سنوات، بدعم أميركي دولي عربي منقطع النظير لإسقاط الجمهورية الثورية الإسلامية الناشئة. ومنذ ذلك الوقت والعقوبات الاقتصادية والحصار الشامل عليها يزداد يومًا بعد يوم.

الآن استغلت أميركا الفرصة ووجهت رأس الإجرام في زماننا الكيان الإسرائيلي لضرب إيران وإسقاط نظامها. الحديثُ عن الخداع هو في التكتيك، وقد برز بعد العدوان بأنَّ الهدف الأصلي ضرب مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. نعم ستكون هناك تداعيات كبرى في المنطقة وعلى الوضع العالمي إذا استمرت الحرب وتوسَّعت وزادت فيها أميركا من تدخلها بشكل مباشر.

ج. أثبت الدفاع الإيراني عن الدولة والشعب والخيار الحر جدواه وأثره، ونحن نسمع عويل الصهاينة من آثار الصواريخ الإيرانية في الكيان الإسرائيلي الذي يصرخ مسؤولوه، مطالبين أميركا بالتدخل العسكري المباشر لدعمهم. هذا جزء من العقاب والآتي أعظم، إن شاء الله تعالى.

ستنتصر إيران لأنَّها صاحبة حق، ومُعتدَى عليها. إيران لديها قيادة الولي الفقيه الشجاع والمصمم على أن تكون إيران عزيزة وقوية، ولديها شعبٌ متماسك ترك خلافاته ليكون موحَّدا في مواجهة العدوان الأميركي الإسرائيلي، ولديها حرس الثورة الإسلامية الإيرانية وقواها المسلحة الذين أثبتوا أنهم حُرَّاس دولة الإمام المهدي(عج).

إنَّ تهديد ترامب باغتيال الإمام الخامنئي(دام ظله) عملٌ دنيء، وفي الوقت نفسه دليلُ ضعف. إنَّه جاهلٌ لمكانة هذا المرجع الكبير عند المسلمين وفي العالم، وجاهلٌ للتداعيات الخطيرة لمثل هذه التهديدات. هذه التهديدات تشدُّ عزيمتنا، وتزيد من الالتفاف الشعبي العالمي حول هذه القيادة النورانية العظيمة. نُردِّد ما قاله إمامنا وقائدنا “نصرٌ من الله وفتحٌ قريب”، إن شاء الله تعالى.

ج‌. لا نستطيع التكهُّن بوقت نهاية المعركة لأنَّها مرتبطة بمدى تحمُّل “إسرائيل” للضربات الإيرانية. وقناعتنا أنَّ الشعب الإيراني العزيز قويٌّ وصلبٌ وشامخ ولا يُمكن لأحدٍ أن يهزمه.

ج‌. بعض الشعوب ردود أفعالها جيدة، ولكن بعضها الآخر مُقصِّر. الموقف الباكستاني جيد لكنه معنوي.

ج. يمكن أن ترفع أصوات شعوب المنطقة أكثر بشكل عام، وبعضها قد ينخرط في المواجهة ضد أميركا و”إسرائيل” بطرق مختلفة. على العموم صورةُ المنطقة ستكون ملتهبة ومفتوحة على احتمالات كثيرة.

ج. موقفُ اليمن قيادة ودولة وشعب هو الأنبل والأعظم والمُميَّز، وهو مؤثرٌ في المعادلة إذا تدحرجت الأمور. وأتوقع أنَّ أميركا تحسب حساب ما ستفعله إيران وهو ليس أمرًا بسيطًا وعاديًّا، هذه مسألة وجودية، وكذلك ما يمكن أن يفعله اليمن وقوى المقاومة في المنطقة وشعوبها.

ج. لم تُحقِّق حكومة نتنياهو أي هدفٍ من أهدافها، ولن تحقِّق أيًّا منها مع ما نراه من صمود أسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، وهذا التحمل الاستثنائي للإجرام الإسرائيلي الأميركي العالمي، واستمرارية المقاومة ببسالة وشجاعة وفعاليَّة وتأثير. لم تتمكن “إسرائيل” من تحقيق الهدف الأدنى وهو الإفراج عن الأسرى دون تبادل، ولم توقف استمرارية المقاومة، ولم يُحقِّق نتنياهو ما يسميه النصر المطلق بالاستسلام. نتنياهو لا يخوض حربًا، هو يقوم بفعل الإبادة وقتل الشعب المدني وتدمير الممتلكات والحياة، أي يقوم بعمل إجرامي دون أن يُحقِّق هدفًا واحدًا من أهدافه.

ج. الأساس هو أنَّ الدولة مسؤولة عن حماية مواطنيها وأراضي الوطن. ازدادت هذه المسؤولية باتفاق وقف إطلاق النار برعاية دولية بين لبنان والكيان الإسرائيلي بشكل غير مباشر. على الدولة أن تمارس كلّ ضغوطاتها، وأن تستثمر علاقاتها الدولية، وأن تضغط على من رعى الاتفاق وخصوصًا أميركا وفرنسا لتُلزم إسرائيل بالانسحاب ووقف كل أشكال عدوانها على لبنان وشعبه.

تعملُ المقاومة في هذه المرحلة لمساعدة الدولة في استخدام خيارها الدبلوماسي، والالتزام بمضمون وقف إطلاق النار، وهي حاضرة لأي خيار تتخذه الدولة لوقف العدوان وانسحاب إسرائيل. ونحتفظ لأنفسنا بالقرار والخيار المناسب الذي نتخذه في وقته، إذا لم تنجح هذه الفرصة في تحقيق أهدافها.

ج. لجنة وقف إطلاق النار شاهد زور، بل تعمل لإرضاء “إسرائيل” وتقديم التسهيلات لها، ولم تتمكن من منعها من الخروقات التي تجاوزت 3600 خرقًا.

ج. نؤيد استمرار اليونيفيل في تنفيذ مهامها، ونؤيد التجديد لها على هذا الأساس. لكنَّنا نرفض أن تتجاوز مهامها، وأن تُقلق الأهالي بالدخول إلى الممتلكات الخاصة وعدم اصطحاب الجيش في مهامها. نتفهَّم اعتراض الأهالي، لكنَّنا ندعو إلى المعالجة الهادئة، وعدم الاحتكاك والتصادم بين اليونيفيل والأهالي.

ج. إعادة الإعمار أولوية الأولويات ليس لنا فقط بل لمسار الدولة وتعافيها، فلا يُمكن أن تستقرَّ الدولة ولا أن تتقدم إلى الأمام وتنهض إلَّا إذا كانت تضع الخطط والبرامج التي تُعالج شؤون الناس وعلى رأسها بناء ما تهدَّم وترميم ما تضرَّر والتعويض الاقتصادي والزراعي والاجتماعي على المتضررين ليسهموا في بناء البلد بتضافر جهودهم واستخدام إمكاناتهم لهذا الشأن.

قمنا بترميم 400.000 منزل، وصرفنا بدل إيواء لـ 50.000 منزل، مع العلم أنَّ كل ذلك مسؤولية الدولة، ولكن كي لا يبقى الناس خارج بيوتهم، ولأنَّهم أهلنا وأشرف الناس الذين يجب أن نبذل أقصى الوسع لمساعدتهم قمنا بهذا العمل، ولنفوِّت الفرصة على إسرائيل ومن معها للفتنة بين المقاومة والناس، والآن تقع على الدولة مسؤولية المتابعة. لهذا الملف الأولوية القصوى لدينا، ونحن نتابعه باهتمام رغم كل العراقيل المحلية والإقليمية والدولية لمنع إعادة الإعمار.

ج. لا نُملي على الناس كيفية تعبيرهم، ولهم أن يُعبِّروا ويبدوا آراءهم. لكنَّنا كحزب نرى المتابعة السياسية مع الحكومة والضغط عليها هو المناسب الآن ونأمل أن يُوتي ذلك ثماره.

ج. أميركا تستخدم أدوات ولا تشاركهم في مشاريعها وخططها، ولذا لا أهمية للتواطوء والمتواطئين سوى تشويش الرأي العام وإزعاج المواطنين بالأصوات المرتفعة والحاقدة.

ج. نُحذِّر من أنَّ تدخُّل السفارة الأميركية والسفارات الغربية الأخرى في شؤون الحكومة اللبنانية والوزارات المختلفة فيه خطر الوصاية على لبنان، وهو لن يكون لمصلحته.

ج. تسير الحكومة ببطء في عملية الإصلاح، وبما أنَّ مدتها محدودة فقد تُنجز القليل على طريق الإصلاح. المطلوب من الحكومة همة أكبر ضمن برنامج وطني متكامل، لا أن تبقى ملحوقة بالمطالب الأميركية والدول الغربية.

ج. حزب الله مع معالجة مشكلة الودائع على قاعدة إعادتها بالكامل ضمن خطط وقوانين. وسنتعاون عبر المؤسسات الدستورية وخصوصًا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، من أجل إقرار القوانين اللازمة والمراسيم التطبيقية، فهذا هو الطريق العملي لإعادة الودائع.

ج. لدينا ملاحظات محدودة على قانون الانتخابات الحالي، ونحن منفتحون على نقاش التعديلات المناسبة عليه، فإذا لم تنجح التعديلات يبقى القانون الحالي ساريًا. والأفضل أن نناقش موضوع المغتربين في جلسات المجلس النيابي، على قاعدة أن تتمكن قاعدتنا الشعبية من انتخاب ممثليها، ونرفض أي اقتراح يضع قاعدتنا تحت ضغط الدول الأجنبية ورقابتها، ما يجعل الانتخابات غير عادلة بالنسبة إلينا.

ج. أبارك للعهد عيدها الواحد والأربعين، وأدعوها دائمًا إلى التطوير ومواكبة العصر والاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وأن تكون دائمًا كما عهدناها ملتزمة بقول الحقيقة، ونقل الأخبار كما هي، وكشف المُضلِّل منها لمساعدة الناس على القراءة الصحيحة للأحداث. نحن نتعلم من مدرسة القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”(الحجرات 6), وقال تعالى: “وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”(الإسراء 36). العهدُ رسالة، وليست غواية، ولا تجارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى