المقاومة الاسلامية كتائب سيد الشهداء عليه السلامآخر الأخبارالعراق

الولائي في ذكرى استشهاد نصر الله: صمت الأنظمة العربية “خيانة” وغزة تُنتهك أمام صمت العالم

أطلق الحاج أبو آلاء الولائي، الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، هجوماً حاداً على الأنظمة العربية والإسلامية، واصفاً إياها بـ “الذّلاء” بسبب صمتهم عن “انتهاك غزة”، في كلمة ألقاها خلال احتفالية إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد القائد السيد حسن نصر الله.

وشدد الولائي على أن وصايا الشهيد نصر الله تظل “بوصلة” للمقاومة، مؤكداً رفض الثقة بالولايات المتحدة، والاستمرار في الجهاد ضد العدو الصهيوني، فيما وصف وضع فصائل المقاومة على قوائم الإرهاب بأنه “وسام شرف”.

آماج الاخبارية – أكد الحاج أبو آلاء الولائي، الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أن مسيرة المقاومة ستستمر على نهج القائد الشهيد السيد حسن نصر الله، الذي أخرج الأمة من “ظلمة القهر” إلى “نور الكرامة”، معتبراً أن وضع فصائل المقاومة على قوائم الإرهاب هو “وسام شرف وفخر”.

جاء ذلك في كلمة له خلال إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد السيد حسن نصر الله، والتي ألقاها بالنيابة عنه.

سماحة السيد حسن نصرالله
سماحة الشهيد السيد حسن نصرالله

افتتح الولائي كلمته بالحديث عن مرارة الفقد، قائلاً: “مر عاماً على الرحيل والأرض تشعر بالحزن والاختلال… في كل مرة كنا نسلي أنفسنا بالصبر عند فقد الأحبة، إلا بفقدك فلم تزل أرواحنا تعيش مرارة الفقد الذي هو أشد من الموت”.

وأضاف مخاطباً نصر الله: “يكفيك فخراً أنك أرعبت أباطرة الحروب والمحتلين، وأخرجت الأمة إلى نور الكرامة بعدما رزحت طويلاً تحت ظلمة القهر والخذلان”.

القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في العاصمة السعودية الرياض
القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في العاصمة السعودية الرياض

وانتقل الولائي إلى توجيه خطاب حاد إلى “قادة الأنظمة العربية والإسلامية”، واصفاً إياهم بـ “الذّلاء” بسبب صمتهم عما يحدث في غزة.

وقال: “ها هي غزة تنتهك وأبناؤها يقتلون وأرضها تصادر وأنتم آمنون! فلمن تدخرون السلاح؟… اعلنوها حرباً مفتوحة مع عدو غادر خبيث إن كنتم عرباً كما تزعمون”.

كما شدد الولائي على أن “قيم الشهيد نصر الله هي بوصلة عملنا”، مذكراً بوصاياه بعدم الثقة بالأمريكيين، والجهاد ضد الصهاينة، والدفاع عن الدين والوطن والحوزات العلمية.

وفيما يخص الوضع في العراق، أكد على دور “الحشد الشعبي” كـ “سيف لا نكسره”، ورفض فكرة دمجها بشكل يذيب كيانها، قائلاً: “الحشد حشداً والجيش جيشاً، وكلاهما ذراع للدفاع عن العراق”.

الامين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم
الامين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم

وختم الولائي كلمته بالإشادة بالشيخ “نعيم قاسم”، واصفاً إياه بـ “نعمه من الله قولاً وفعلًا”، ومؤكداً أن من حمل الراية بعد نصر الله هو “حافظ للأمانة”. كما أشاد بـ “حزب الله” ووصفه بأنه “رأس السهم الذي لا يثلم”، وسيبقى “رأس السهم لكل الحركات التحررة في العالم”.

نصُّ كلمة الحاج أبو آلاء الولائي، الأمين العام للمقاومة الإسلامية – كتائب سيد الشهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل من الشهادة سبيلاً وصراطاً وهدفاً، وجعل من الشهادة عبرةً وعِبرة، والذي جعل من الشهادة شرفاً وعِزّاً وكرامة، وجعل منها منهاجاً للنصرِ وطريقاً مُعَبَّداً واسعاً للجنة، قد فتحه الله لخاصةِ أوليائه. طوبى لأرضٍ احتضنت جسدك الطاهر يا سيدي حسن نصر الله، فإن الدنيا بعدك مظلمةٌ والآخرة بنورك مشرقة، أما الليل فمسهدٌ والحزن فسرمد، إلى أن يختار الله لنا دارك التي أنتَ بها مقيم، وعليك منا السلام يا ابن رسول الله.

مر عاماً على الفراق، مر عاماً على الرحيل، والأرض منذ سنة تشعر بالحزن والاختلال. مر عاماً ونحنُ بلا حديث جميل رباني، عام على رحيل بوصلة البطولة والشموخ، ووجه الثورة وعنوان العنفوان. عام بلا كبرياء الموقف والكلمات. لقد فارقنا آباؤنا وأمهاتنا وأخواتنا وإخواننا، ووقفنا على قبورهم، ولكن في كل مرة كنا نسلي أنفسنا وأرواحنا بالصبر والأجر والثواب، إلا بفقدك فلم تزل أرواحنا وأنفسنا تعيش مرارة الفقد الذي هو أشد من الموت. ونقسم بالله يا سيدي حسن أنك لو كنت جبلاً لكنت فِنداً، ولو كنت حجراً لكنت صلداً. يكفيك فخراً أنكَ أخرجت الأمة إلى نور الكرامة بعدما رزحت طويلاً تحت ظلمة القهرِ والخذلانِ والانكسار. يكفيك فخراً أنكَ أرعبت أباطرة الحروب والمحتلين، وخضت غمارة حروب تعلم عدوَك منها أكثر من صديقك.

السلام على حصن المجاهدين، وحديث المتكلمين، وموضع ثقة المراجع والمجتهدين، ونحن إذاً أباً الشهادة والشجاعة والمروءة والكبرياء، فإننا ننهل من معينك الذي لا ينضب حياً وميتاً. لقد تحولت الشهادة منذ رحلت يا سيدي حسن نصر الله من نتيجة للجهاد والعمل المقاوم إلى أمنية ورغبة نتمنى اللحاق بك، ونحنُ أكثر شوقاً من معانقة الجنان.

فيا أيها المحتل: نحن وأنت وهذه الدنيا، نحن لا نهزم لأننا نرغب بالجهاد وننتظر الشهادة التي سلكها وعبَّد طريقها أستاذنا وحبيب قلوبنا ومعلمنا وشيخ جهادنا النصر الذي منَّ الله حسن صلوات الله وسلامه عليه.

يا قادة الأنظمة العربية والإسلامية في كل مكان، يا شرفاء العالم تحت كل سماء، أنتم الأذلاء بعد اليوم إن هانت عليكم كرامتكم ومقدساتكم وأوطانكم ومعتقداتكم. إن العدو الصهيوني القذر يعبث بها على مسمع منكم ومرأى، فها هي غزة تنتهك وأبناؤها يقتلون وأرضها تصادر وأنتم آمنون وادعون فاكهون. فلمن تدخرون السلاح والجند وقد كلفكم أموالاً طائلة في مخازنكم؟ فيا نفس من بعد الأوطان هوني، وبعده لا كنتِ أو تكوني.

أعلنوها حرباً مفتوحة مع عدو غادر خبيث إن كنتم عرباً كما كنتم تزعمون. فيا شرفاء العالم اتحدوا واسألوا إخوانكم ودينكم، فلا عزة بعد اليوم إلا بمنازلة هذا المستكبر المتغطرس الذي تدعمه أمريكا بل تقاتل معه، ويقاتل معه الشيطان والغرب الذي تخلى عن كل قيم السماء وحقوق الإنسان وأغمض قلبه الميت.

إن القيم التي علمتنا عليها أيها الحبيب الشهيد هي بوصلة عملنا، وقد أوصيتنا أن لا نأمن للأمريكان أبداً ونحن نعمل على ذلك، وقد أوصيتنا أن نجاهد الصهاينة ونحن نعمل على ذلك، وقد أوصيتنا أن نحفظ الدين والعقيدة ونصون الأوطان والحوزات العلمية وتراث أهل البيت، ونحن على ذلك. كما أمرتنا أن ندافع عن الوطن مع أبنائه فإن اعتدى علينا فلا نقاتله بل نحميه، فإن الوطن والدين عهده علينا وفينا كما أردت وأوصيت. ومن وصاياك الحشد، والمرء يكرم في وصيته، فالحشد سيف لا نكسره كما قلت بإذن الله.

وأما دمجه بغيره فهذا كمن يدمج عينيه بعين واحدة أو رئتيه برئة واحدة، فالحشد حشداً والجيش جيشاً، وكلاهما ذراعاً للدفاع عن العراق، فكيف بما يُقترح قطع إحداهما؟ معاذ الله.

وأما نصر الله في حرب الاثني عشر يوماً يا نصر الله، فهو شرف الأمة الذي أُريق على أعتاب جبن وخوف القادم. فقد أعاد الإمام الخامنئي شرف الإسلام وهيبة الدين بعد أن يأس من ذلك أبناء الأوطان المدمرة بذل الخضوع. وشكراً لشعب توحد في الحرب ليصنع السلام.

وأما وضعوا فصائل المقاومة على لائحة الإرهاب، فهو وسام شرف وفخر نعتز به، ومتى ما رضيت عنا أمريكا فعلينا أن نعيد النظر في إيماننا وتديننا. ونقول للاحتلال الأمريكي: إنكم تتحدثون عن رجال في العراق طالما كانت أرض العراق قبوراً لغروركم، وقد جربتم ذلك، وعليكم أن تتذكروا أن لكم في العراق خصماً عنيداً واجهكم وهزت أسماؤه عروشكم وكياناتكم، فساحة العراق محرقة للظلم، ولن تنالوا من إرادة شعب صامد يرفض الذل وينشد الكرامة. وأخيراً يا نصر الله، إن من حمل الراية بعدك هو الشيخ المجاهد المقدام العزيز الشيخ نعيم، وهو نعمة من الله قولاً وفعلاً حافظاً للأمانة. وأما حزب الله فهو رأس السهم الذي لا يثلم، ويبقى هو رأس السهم لكل الحركات التحريرية في العالم.

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين.

وإلى لقاء قريب تقر عيوننا بلقياكم أيها الشهداء والصديقون والصالحون، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى