في خطاب مفصل بثّته وسائل الإعلام الرسمية، هنّأ قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام السيد علي الخامنئي الشعب الإيراني بـ”انتصارات تاريخية كبرى” على الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي، وذلك عقب الأحداث العسكرية الأخيرة، معتبراً أن كشف الرئيس الأمريكي لمطالب استسلام إيران يمثل “فضحاً للحقيقة المتوارية”.
طهران – وكالة آماج الإخبارية
التهنئة الأولى: سحق “الكيان الوهمي” واختراق دفاعاته المتطورة
- شكر القوات المسلحة: وجّه الإمام الخامنئي الشكر لله تعالى على إعانته القوات المسلحة الإيرانية، مؤكداً تمكنها من “اختراق الدفاعات الصهيونية المتقدمة والمتعددة الطبقات”.
- نتائج الضربات الصاروخية: أكد سماحته أن الضربات الإيرانية “سوّت العديد من المواقع المدنية والعسكرية الصهيونية بالأرض” مستخدمة أسلحة متطورة، واصفاً ذلك بـ”من أعظم النعم الإلهية”.
- تحذير صارم: حذّر قائد الثورة من أن أي عدوان مستقبلي على إيران “سيكلف المعتدي ثمناً باهظاً”، مشيداً بدور الشعب في رعاية ودعم القوات المسلحة.
التهنئة الثانية: الانتصار على “النظام الأمريكي” وصفعته في المنطقة
- فشل التدخل الأمريكي: كشف سماحته أن النظام الأمريكي دخل الحرب “مباشرة لإنقاذ الكيان الصهيوني من الإبادة”، لكنه فشل في تحقيق أي مكاسب رغم مهاجمته للمراكز النووية الإيرانية التي تستوجب ملاحقة قضائية دولية.
- تضخيم أمريكي فاشل: وصف التصريحات الأمريكية بالتضخيم “للتغطية على الحقيقة وإخفاء العجز”، مؤكداً أن إيران “حققت النصر وألحقت ضرراً كبيراً بقاعدة ‘العديد’ الأمريكية المهمة في المنطقة”.
- قدرة رادعة: شدّد الإمام الخامنئي على أن قدرة إيران على الوصول لقواعد أمريكا بالمنطقة وضربها “ليست بالأمر الهين” وتمثل حدثاً عظيماً يمكن تكراره بثمن باهظ على العدو.
التهنئة الثالثة: الوحدة الوطنية.. سلاح إيران الأعظم
- جدار بشري منيع: هنّأ الإمام الشعب الإيراني (نحو 90 مليون نسمة) بـ”اتحادهم وتلاحمهم الاستثنائي” ووقوفهم “كتفاً لكتف وجنباً إلى جنب” بصوت واحد دعماً للقوات المسلحة.
- إثبات العظمة: رأى سماحته أن الشعب الإيراني “أثبت عظمته وشخصيته المميزة” وأظهر قدرته على الوحدة الكاملة عند الحاجة.
فضح المستور: الرئيس الأمريكي وكلمة “الاستسلام” المستحيلة
- كشف الحقيقة الأمريكية: اعتبر الإمام الخامنئي تصريح الرئيس الأمريكي الداعي لاستسلام إيران “فضحاً للمستور”، مؤكداً أنه كشف أن الهدف الأمريكي الثابت منذ الثورة هو “إخضاع إيران” وليس الذرائع المتغيرة (كحقوق الإنسان أو النووي).
- سخرية التاريخ والثقافة: سخر سماحته من فكرة استسلام “إيران العظيمة صاحبة التاريخ العريق والثقافة الغنية والإرادة الوطنية الفولاذية”، واصفاً إياها بـ”الترّهات التي تثير سخرية العقلاء”.
- تأكيد على العزة والانتصار: ختم قائد الثورة بالتأكيد على أن “الشعب الإيراني شعب عزيز وسيبقى عزيزاً، منتصر وسيبقى منتصراً” بدعم الله، داعياً لحفظه بعزة وشرف.
خلفية:
جاء الخطاب في أعقاب التصعيد العسكري الأخير بين إيران والكيان الموقت الصهيوني، والذي شهد تبادلاً للضربات، وسط تصريحات دولية متضاربة حول نتائج المواجهة. تصريحات الإمام الخامنئي تُعتبر التوجيه الاستراتيجي الأعلى للدولة وتحديداً للموقف الإيراني الرسمي من الأحداث.
النص الكامل للكلمة المتلفزة الثالثة للإمام الخامنئي عقب عدوان الكيان الصهيوني الخبيث على البلاد وانتصار الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ وتحيّة كبيرة للشعب الإيراني العزيز والعظيم.
أودّ أوّلًا أن أُحيّي ذكرى الشهداء الأبرار في الأحداث الأخيرة؛ سواء القادة الشهداء، أو العلماء الشهداء، الذين كانوا، حقًّا وإنصافًا، ذوي قيمة نفيسة للجمهوريّة الإسلاميّة، وقد خدموها، وهم الآن يتلقّون ثواب خدماتهم المرموقة في حضرة الباري، إن شاء الله.
أرى من اللازم أن أتوجّه بالتهنئة إلى الشعب الإيراني العظيم؛ وأُقدِّم له تهنئات عدّة: الأولى هي على الانتصار على الكيان الصهيوني الزائف؛ فبالرغم من كل صخب الكيان الصهيوني وادّعاءاته خارت قواه تقريبًا، وسُحق تحت ضربات الجمهورية الإسلامية. لم يكن يخطر في بالهم ولا في خيالهم أن يتلقّوا مثل هذه الضربات من قِبل الجمهورية الإسلامية، لكنّ ذلك ما حصل.
نشكر الله الذي أعان قواتنا المسلّحة، فتمكّنت من اختراق دفاعاتهم المتقدّمة والمتعدّدة الطبقات، ووضعت كثيرًا من مدنهم ومناطقهم العسكريّة تحت ضغط صواريخها، وسوّتها بالأرض عبر هجومٍ قويّ باستخدام أسلحتها المتطوّرة؛ هذه من أعظم النعم الإلهيّة، وهذا يُثبت أنّ على الكيان الصهيوني أن يُدرك أنّ أيّ عدوان على جمهوريّة إيران الإسلاميّة سيُكلّفه ثمنًا باهظًا. إنّه يفرض عليه كلفة كبيرة، وقد تحقّق ذلك بحمد الله، والمجد يعود إلى القوّات المسلّحة وشعبنا العزيز، الذي أنجب هذه القوّات، ورعاها وساندها، وأطلق يدها لإنجاز هذا العمل العظيم، وعززها بذلك.
التهنئة الثانية تتعلّق بانتصار إيراننا العزيزة على النظام الأمريكي. لقد دخل النظام الأمريكي في الحرب، حرب مباشرة، لأنّه شعر بأنّه إذا لم يتدخّل، فسيتمّ القضاء على الكيان الصهيوني بالكامل. لقد دخل الحرب لإنقاذه، لكنّه لم يحقّق أيّ مكسب من هذه الحرب. لقد هاجموا مراكزنا النوويّة، وهذا بطبيعة الحال يستوجب ملاحقة قضائيّة في محكمة دوليّة بنحو مستقل، غير أنّهم لم يتمكّنوا من تحقيق شيء يُذكَر. ضخّم الرئيس الأمريكي ما حدث بنحو مبالغ فيه، واتّضح أنّه كان بحاجة إلى هذا التضخيم. كان كلّ مَن يسمع تلك التصريحات يدرك أنّ هذه الكلمات تُخفي وراءها حقيقة أخرى. لم يتمكّنوا من فعل شيء، وعجزوا عن بلوغ الهدف الذي سعوا إليه.
إنهم يضخّمون الأمور لكي يُغطّوا الحقيقة ويُبقوها طيّ الكتمان. لقد حقّقت الجمهوريّة الإسلاميّة النصر هنا أيضًا، ووجّهت بدورها صفعة قوية إلى أمريكا؛ إذْ هاجمت إحدى أهمّ قواعد أمريكا في المنطقة، [أي] قاعدة «العديد»، وألحقت بها أضرارًا. كما إنّ أولئك الذين حاولوا تضخيم تلك القضيّة، عملوا على التقليل من أهمية هذا الأمر، وزعموا أنّ شيئًا لم يحدث، في حين أنّ ما وقع كان حدثًا عظيمًا. إنّ قدرة الجمهوريّة الإسلاميّة على الوصول إلى قواعد أمريكا المهمّة في المنطقة، وتمكّنها من اتخاذ إجراء ضدّها متى ما ارتأت الوقت مناسبًا، ليست بالأمر الهيّن، بل هي حدثٌ عظيم. هذا الحدث يمكن أن يتكرّر في المستقبل أيضًا، في حال ارتُكب أيّ اعتداء، وستكون الكلفة على العدوّ والمعتدي باهظة حتمًا.
التهنئة الثالثة هي التهنئة باتحاد الشعب الإيراني وتلاحمه الاستثنائي. بحمد الله، وقف شعب يناهز تعداده التسعين مليون نسمة متماسكًا وبصوت واحد وكتفًا إلى كتف وجنبًا إلى جنب، من أن دون أي اختلاف في المطالب والأهداف التي يعبّرون عنها. وقفوا، ورفعوا الشعارات، وقالوا كلمتهم، وأعلنوا تأييدهم لأداء القوات المسلّحة؛ وهذا ما سيكون عليه الحال في ما بعد أيضًا. لقد أثبت الشعب الإيراني عظمته، وأظهر شخصيّته البارزة والمميّزة في هذه القضيّة، كما أثبت أنّه على كلمة واحدة سواء عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، وهذا ما تحقّق بحمد الله.
إنّ النقطة التي أودّ التطرّق إليها بوصفها نقطة رئيسية في كلمتي هذه، هي أنّ الرئيس الأمريكي قال في إحدى كلماته وتصريحاته بأن إيران يجب أن تستسلم وترضخ، ولم يعد الكلام يدور عن التخصيب والصناعة النوويّة، بل عن استسلام إيران. لكن طبعًا، هذا الكلام أطول من قياس الرئيس الأمريكي. إيران العظيمة، وإيران بهذا التاريخ، وإيران التي تملك هذه الثقافة، وإيران صاحبة هذه الإرادة الوطنيّة الفولاذيّة؛
إنّ مجرّد مجرد ذكر كلمة الاستسلام لبلد كهذا يثير سخرية كل مَن يعرف الشعب الإيراني. مع ذلك، فضحَ تصريحه هذا حقيقةً معيّنة هي أن الأمريكيّين منذ بدايات الثورة منهمكون بمعاداة إيران الإسلاميّة، وهم في اشتباك معها. في كل مرة، لديهم ذريعة جديدة، فتارةً حقوق الإنسان، وأخرى الدفاع عن الديمقراطية، وحينًا حقوق المرأة، وأحيانًا تخصيب اليورانيوم، وتارة أخرى القضية النووية بحد ذاتها، ومرةً قضية صناعة الصواريخ؛
يختلقون ذرائع مختلفة، ولكن جوهر المسألة شيء واحد فقط، وهو إخضاع إيران. لم يقل الذين سبقوهم هذا صراحةً لأنه غير مقبول. لا يمكن لأي منطق بشري أن يقبل مطالبة شعبٍ بالاستسلام، ولذلك كانوا يُخْفون هذا المطلب تحت عناوين أخرى. هذا الشخص كشف المستور، وأظهر الحقيقة، وأوضح أن الأمريكيين لن يرضوا بأقل من استسلام إيران؛ وهذه نقطة مهمة، وعلى الشعب الإيراني أن يعلم أن مواجهة أمريكا هي هكذا، وأن الأمريكيين يرجون هذه الإهانة الكبيرة للشعب الإيراني، ومثل هذا الأمر لن يحدث أبدًا. لن يحدث أبدًا.
الشعب الإيراني شعب عظيم، وإيران بلد قوي ومترامي الأطراف، وصاحب حضارة عريقة. ثروتنا الثقافية والحضارية تفوق بمئات المرات ما تملكه أمريكا وأمثالها. إن من التُرّهات التي تثير سخرية العقلاء والحكماء، هي أن يتوقع أحد استسلام إيران لدولة أخرى. الشعب الإيراني شعب عزيز وسيبقى عزيزًا، منتصر وسيبقى منتصرًا، بتوفيق الله. نرجو أن يحفظ الله المتعالي هذا الشعب تحت ظلال لطفه دائمًا بعزة وشرف، وأن يرفع درجات الإمام [الخميني] الجليل، وأن يُرضي بقية الله (أرواحنا فداه) عن هذا الشعب ويسعده به، ليكون عون ذلك العظيم سندًا لهذا الشعب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.