الكتب الثقافية

کتاب الحكم العثماني في اليمن

د.فاروق عثمان أباظة

العثماني في اليمن

تمدد الدولة العثمانية إلى اليمن جاء مثل تمدد الأمويين والعباسيين كامتداد طبيعي لنظام الخلافة الإسلامية الذي كان معمولاً به في السابق، مما يتطلب حكم المركز لكافة أجزاء العالم الإسلامي، إلا أن هناك من السلبيات المرافقة للحكم العثماني ما يرافق حكم أية دولة أخرى حتى لو كانت محلية، ففي عام 945هـ وصلت طلائع جيش العثمانيين إلى جزيرة كمران وسواحل المخا وعدن لملاحقة الغزو البرتغالي للثغور الإسلامية ومحاولتهم الوصول إلى المدينة المنورة لنبش قبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – والاستيلاء على مقدسات المسلمين مكة والمدينة.

دراسة تاريخ اليمن الحديث فاليمن يمثل أقصى ما وصل اليه المد العثماني في زحفه جنوبا لاحتواء الشعوب العربية لان وجود العثمانيين كان ضروريا لدعم سلطانهم بعد ذلك شمالا.

دعم الوجود التركي في اليمن يعمل على استقرار الأوضاع لصالح الاتراك في شبه الجزيرة العربية كلها خصوصا في الحجاز حيث الأماكن المقدسة وما يحظى به الاتراك العثمانيون من قوة روحية كبيرة نتيجة اشرافهم على تلك البقعة الشريفة.

حرص العثمانيين على دعم نفوذهم في البحر الأحمر خصوصا بعد استيلاء الانجليز على عدن في 1839 وتطلع الفرنسيين والايطاليين الى إيجاد نقط نفوذ على مقربة من اليمن في مواجهته للساحل الافريقي الشرقي. مع بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشر اخذت إنجلترا تتحول عن سياستها التقليدية القديمة التي ظلت تنتهجها طوال الثلاثة ارباع الأولى لهذا القرن الا وهي سياسة المحافظة على ممتلكات الدولة العثمانية بما فيها اليمن الى سياسة تقسيم تلك الممتلكات ومن ذلك الوقت أصبح الوجود البريطاني في عدن يشكل خطرا على اليمن ولا سيما وإنها تقع على الطريق الامبراطوري المؤدي الى الهند وجنوب شرقي اسيا.

Related Articles

Back to top button