كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التأبيني بذكرى مرور أسبوع على استشهاد المجاهد على طريق القدس وجيه شحادة مشيك
رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنّنا اليوم نعيش “وقائع، وليس أمامنا إلا خيارين إما المقاومة، أو أن نكون عبيدًا في خدمة أميركا، ونحن اخترنا طريق المقاومة، ويستحيل أن نكون أتباعًا، وسنعمل على مواجهة وطرد المشروع الأميركي من المنطقة”.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التأبيني بذكرى مرور أسبوع على استشهاد المجاهد على طريق القدس وجيه شحادة مشيك، والذي أُقيم في مجمع الإمام الباقر في بلدة الزعارير – بيت مشيك، بحضور مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر، وعضوي كتلة الوفاء للمقاومة حسين الحاج حسن وإبراهيم الموسوي، الوزير السابق حمد حسن، وحشد من الفاعليات.
وأضاف: “في لبنان هناك الكثير من التحليلات والتأويلات والتصريحات والمقابلات أن حزب الله هو من فتح الحرب الواسعة على الكيان”، مؤكدًا أنَّ “الحروب دائمًا كان يشنّها العدو الإسرائيلي، فهو دائمًا يخوض الحرب على المنطقة ويهدد المصالح”، موضحًا أن: “أي ضعف أمام العدو سيغريه بشن حرب واسعة، ولكن حين تقول له، إننا لا نخاف من تهديداتك ونحن أقوياء، فهذا الذي سيردع وينفع”.
وشدّد على أنَّ المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم في معركة الدفاع عن غزة والضفة، وشهداؤها فيها على طريق القدس، لافتًا إلى أنَّ هذه المعركة “من المعارك التي دخلنا إليها وشاركنا فيها عن وضوح تام وقناعة تامة”.
وأكَّد السيد صفي الدين أنَّ “المجاهدين حينما يستشهدون يحققون الأمنية والغاية التي اعتقدوا بها، والشهادة هي مقام وتاج وتوفيق، وأفضل خاتمة في حياة إنسان مضحٍّ. وهؤلاء هم أهل البيعة الذين باعوا أنفسهم لله عز وجل، وحينما حلت البيعة حلّت البركات، فمجتمعنا المقاوم يقول، إننا لن نتزحزح ولن نبدّل ولن نغير وسنبقى إلى جانب المقاومة حتى آخر الطريق بوجه التحديات”.
وشدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله على أنَّ “التحديات الداخلية والخارجية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسياسية والعسكرية والأمنية التي واجهت المقاومة، والتي عشنا في ظلها، لم تتمكّن من إجهاض المقاومة، أو إضعافها أو توقف حركتها، حتى أعداؤنا لم يفهموا هذه العظمة، وأحد مكامن عظمة المقاومة هي شهداؤها”.
وتابع أنَّ “هذا المجتمع هو الذي ينتج هذه الثقافة وهذه القيم وهذه القدرة، وكل معركة شاركنا فيها كنا على ثقة ودراية ومعرفة ووضوح أننا في مقاومة، ولا يدخل الشك والريب إلى قلوب أحد من أبنائها وشعبها وقادتها، لأن هذا النبع الفياض يزداد قوة وعظمة، لذلك يخاف منا عدوّنا، ومن حقه أن يخاف”.
وأشار السيد صفي الدين إلى أنَّ “الوضوح هو الذي أعطانا القوة والقدرة، وفتح المجال لشبابنا كي يشاركوا في الجبهة ليزدادوا قوة وعظمة، وأهل الجنوب جاؤوا إلى البقاع واستشهدوا، وأهل البقاع سبقوا أهل الجنوب في الدفاع عن الوطن والأمة، وأهل البقاع يدافعون عن الأمة ومشاركتهم دليل عافية وعظمة وحيوية ونخوة، وهم جاهزون ومستعدون للذهاب حيثما كان”.
وقال: “لدينا آلاف، بل عشرات الآلاف من المجاهدين الأشداء الأبطال، وهذه الحرب المجنونة التي يقودها الأميركي والإسرائيلي، والتي لن يحصدوا منها إلا الخيبات ستدخلهم في نفق التهاوي، أكثر مما كان عليه في حرب غزة”.
وأوضح أنَّ “الجيش الإسرائيلي هو كل شيء عند المستوطنين، ولا أمن ولا أمان من دونه، فالمستوطنون دائمًا بحال قلق، والذي يدافع عن هذا القلق هو هذا الجيش المدعوم بكل إمكاناته و بأعتى أنواع الأسلحة فتكًا وتدميرًا من أميركا، لكن هذا الجيش لم يتمكّن من الدخول إلى غزة، فهل يمكن للمستوطنين أن يعتمدوا عليه؟”.
وأضاف السيد صفي الدين أنَّ “المستوطنين يقولون إننا لن نعود إلى الشمال طالما أن حزب الله عند الحدود، ولو وثقوا بجيشهم لما قالوا ذلك. وهذه هي أهم نتائج الحرب الصادمة والجائرة في حرب غزة، بفضل الإصابات الدقيقة التي يحققها حزب الله، فالإسرائيلي اليوم يئن من ضربات المقاومة، ولولا ذلك لما كان بحاجة لهذا الصراخ”.
وأكد أنَّ “الحرب على غزة كشفت حجم الأحقاد الأميركية الإسرائيلية، فهم لا يرون أن هؤلاء الفلسطينيين العرب هم من صنف البشر الذين يستحقون الحياة، لذلك جاؤوا لإبادتهم بقتل وإجرام مريع، وهم لا يأبهون على الإطلاق بالمشاعر الإنسانية أو بالقانون الدولي.
وختم السيد صفي الدين قائلًا: “على اللبنانيين والعالم الإسلامي أن يعرفوا حقيقة أميركا والغرب الذي لم يوفّر مدرسة أو مستشفى أو طفل، وقد كشفت هذه الحرب حقيقة مرّة ومخجلة، فالذين تحرّكوا مع أميركا، طوال العقود الماضية، ويعملون بخدمتها هي لا تعطيهم أي أهمية لا في قدراتهم ولا في قمة أو اجتماع”.