أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن كل أشكال القتل واستهداف المدنيين في سوريا أمر مدان
أشار بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إلى أن أهم حدث دبلوماسي خلال الأسبوع الماضي كان انعقاد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة بناءً على اقتراح من إيران، بهدف اتخاذ قرارات بشأن مخطط تهجير سكان غزة. وأوضح أن وزير الخارجية الإيراني أجرى محادثات جيدة مع نظرائه على هامش الاجتماع.
لم نتلقَّ أي رسالة
وردا على ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إرسال رسالة إلى إيران، نفى بقائي الأمر قائلًا: لم نتلقَّ أي رسالة.
وحول تهديدات المسؤولين الأمريكيين ضد إيران، شدد بقائي على أن التهديد باستخدام القوة محظور بموجب القوانين الدولية ويُعد عملا إجراميا، وأضاف أن هذه التهديدات كانت مستمرة بأشكال مختلفة، لكنها لم تقابل من الشعب الإيراني سوى بـالمقاومة.
كما أشار إلى أن النهج الأمريكي القائم على معادلة “الحرب أو التفاوض” يعكس عدم الجدية، مؤكدا أن إيران لطالما رأت في التفاوض عملية قائمة على الاحترام المتبادل، ولم تحِد عن هذا المبدأ أبدا. لكنه شدد على أن التفاوض تحت الضغط والتهديد بلا معنى، وأن إيران لن تقبل أبدا بهذا النوع من التفاوض.
كل أشكال القتل واستهداف المدنيين في سوريا أمر مدان
وتحدث المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن التطورات في سوريا والمشاورات التي تجريها إيران بشأنها، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت أحداثا مؤسفة في بعض المناطق السورية.
وأعرب عن قلق إيران العميق إزاء التقارير المتعلقة بانعدام الأمن وتصاعد العنف، مؤكدا أن هذه الأعمال مدانة بشدة، وأن كل أشكال القتل واستهداف المدنيين مرفوضة ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال.
وأضاف أن الهجمات التي تعرض لها بعض أبناء الطائفة العلوية في سوريا سببت جرحًا عميقًا في الضمير الإنساني، مشددا على أن هذا يمثل اختبارا حقيقيا للحكومة السورية والأطراف الأخرى المعنية، لتحمل مسؤولياتها في حماية أرواح السوريين.
وأكد أن إيران أوصلت مخاوفها عبر القنوات المناسبة إلى الدول ذات النفوذ في الساحة السورية، محذرا من أن مثل هذه الأحداث تزيد من تعقيد الوضع السياسي في سوريا.
الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وإلغاء الاجتماع من قبل سويسرا
وصرّح بقائي بشأن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وإلغاء الاجتماع من قبل سويسرا قائلا: “إشارتكم تتعلق بالقرار الذي تم تبنيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2024، والذي طلب من سويسرا تنظيم اجتماع لدعم الأهداف المدنية في النزاعات الدولية. كان الهدف من ذلك هو إعداد قرار من قبل الأعضاء استنادًا إلى هذه الوثائق، دعمًا لأحكام القانون الإنساني الدولي في غزة وفلسطين.
خلال الأشهر الماضية، جرت مشاورات مكثفة بهدف عقد هذا الاجتماع، وقد شعرنا أيضًا بالأسف لقرار سويسرا بعدم عقده. هذا الموضوع نوقش أيضًا في جدة، حيث أعرب الوزراء عن أسفهم. نحن لا نصدر أحكامًا، لكن الحقيقة هي أنه على مدى العامين الماضيين، ورغم الانتهاكات الجسيمة، لم نشهد ردود فعل ملائمة من قبل الجهات المسؤولة عن حقوق الإنسان.”
العقوبات الأمريكية ليس لها أي مبرر قانوني
أما بخصوص عدم تمديد إعفاء العراق لاستيراد الغاز من إيران، فقد قال بقائي: “هذه التصريحات تعكس اعترافًا بانتهاك القانون وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لأن العقوبات الأمريكية لا تستند إلى أي مبرر قانوني. يتوجب على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولية تبعات هذه العقوبات. من الأفضل لدول المنطقة أن تتخذ قراراتها بناءً على مصالحها الخاصة، وبما يحترم سيادتها، وألا تسمح للضغوط الأمريكية بالتأثير على علاقاتها. نحن على تواصل مستمر مع العراق في هذا الصدد.”
اجتماع جدة رفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين
وفي رده على سؤال تسنيم بشأن قرارات منظمة التعاون الإسلامي، قال المتحدث باسم الخارجية: “يُعتبر بيان جدة أحد أقوى الوثائق الصادرة حتى الآن، حيث أكد على محورية القضية الفلسطينية في العالم الإسلامي، وعلى ضرورة أن تستخدم الدول كافة الوسائل لإنهاء الاحتلال.
فيما يتعلق بتهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية، كان الموقف واضحا، إذ تم رفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين سواء داخل فلسطين أو خارجها بشكل قاطع، وتم وصف ذلك بالإبادة الجماعية. كما أكد البيان على تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الشعب الفلسطيني.
إحدى النقاط المؤلمة في الوثيقة هي تأكيد الدول على ضرورة تقديم المساعدات لأيتام غزة، وهو أمر محزن للغاية، إذ فقد أكثر من 40 ألف شخص عائلاتهم خلال هذه الفترة. هذا الملف سيظل مفتوحًا، وقد كُلّف سفراء الدول الإسلامية في نيويورك باتخاذ إجراءات لتنفيذ القرارات الصادرة.”
متابعة قضية مقتل مواطنين إيرانيين في فرنسا
وصرّح بشأن متابعة قضية مقتل اثنين من المواطنين الإيرانيين في فرنسا قائلًا: “تتحمل وزارة الخارجية مسؤولية حماية حقوق المواطنين الإيرانيين. للأسف، قُتل مواطنان إيرانيان في فرنسا قبل نحو ثلاثة أشهر، ولا تزال تفاصيل الحادث غير واضحة بالنسبة لنا. من الناحية القانونية، يتعين على السلطات القضائية في الدولة المعنية التحقيق في القضية، وتقديم تفاصيل حول كيفية وقوع الجريمة ومعاقبة الجاني.
لقد تابعنا القضية، ولكن للأسف لم نتلقَ أي تفاصيل حتى الآن. وبالنسبة للسيدة الإيرانية التي فُقدت، لم نتمكن حتى الآن من الحصول على معلومات دقيقة حولها. بالأمس، تواصلنا مع السفارة الفرنسية، ونأمل أن نحصل في أقرب وقت ممكن على معلومات واضحة بشأن هذه القضية.”
طلب إيران من الدول فرض عقوبات على الكيان الصهيوني
وحول طلب إيران من الدول فرض عقوبات على الكيان الصهيوني، قال بقائي: “طالما كان هناك مطلب بوقف أي دعم لهذا الكيان. إذا قبلنا بحقيقة وقوع إبادة جماعية في غزة، بما في ذلك قطع المياه والكهرباء، وهو أمر لا شك فيه، فإن اتفاقية منع الإبادة الجماعية تُلزم الدول باستخدام جميع الوسائل المتاحة لوقفها.
الخطوة الأولى هي وقف إرسال الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، وهو أمر لم يتحقق بعد. وقد ورد هذا المطلب في نص قرار اجتماع جدة، حيث أكدت الدول الإسلامية على ضرورة الامتناع عن أي علاقات تجارية مع الكيان. وهذا الموقف لا يقتصر على الدول الإسلامية فقط، بل إن الاتحاد الإفريقي أشار إلى هذا الأمر في قراراته قبل أسبوعين.”
لقاء عراقجي مع نظيره التركي ونقل الملاحظات والاعتراضات إليه
وفيما يخص لقاء وزيري خارجية إيران وتركيا، واستدعاء القائم بالأعمال الإيراني، قال: “تم استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، كما اتخذنا خطوة مماثلة بخصوص التصريحات غير المقبولة من المسؤولين الأتراك.
وفي اجتماع جدة، نقل الوزير الإيراني وجهات نظر إيران واعتراضاتها إلى نظيره التركي، مؤكدًا أن إيران، رغم إيمانها بأهمية العلاقات الثنائية، لا تقبل النهج القائم على التهرب من المسؤولية، وتتوقع من جميع الدول الفاعلة في الملف السوري أن تتحمل مسؤولياتها بجدية.”
المحادثات مع الأوروبيين لا تزال مستمرة
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن المفاوضات مع أوروبا قائلًا: “لم نغلق باب التفاوض بشكل حقيقي، لكننا لا نعتبر أي اقتراح للتفاوض قائم على التهديد بمثابة تفاوض حقيقي. المحادثات مع الأوروبيين مستمرة، وبما أنهم جزء من الاتفاق النووي، وكذلك روسيا والصين، فنحن نجري محادثات معهم. ومن المحتمل أن يُعقد اجتماع على مستوى الخبراء معهم في المستقبل القريب.”
علاقة إيران مع دول المنطقة جيدة وتتجه نحو النمو
وبشأن التدخلات الأمريكية في تفاعلات إيران الإقليمية، قال: “وضعنا جيد. دول المنطقة تُولي أهمية كبيرة لسيادتها الوطنية واستقلالها. علاقتنا مع دول المنطقة جيدة وتسير في اتجاه النمو. وسنواصل بلا شك تفاعلاتنا مع دول المنطقة في المستقبل.”
التفاوض يختلف عن الحملات الإعلامية
في رده على سؤال حول استعداد الولايات المتحدة للتفاوض، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “التفاوض يختلف تمامًا عن الحملات الإعلامية.”
استدعاء السفير السويدي
وحول استدعاء السفير السويدي، أوضح قائلًا: “جاء ذلك ردًا على التصريحات غير اللائقة التي أدلى بها الوزير السويدي ضد إيران، والتي كانت خالية من أي حقيقة. الهدف كان إيصال احتجاج إيران الرسمي إلى السويد.”
التفاوض في ظل النهج الاستعلائي لا معنى له
وفيما يخص رد إيران على تهديدات الولايات المتحدة، وكذلك موقفها من المحادثات مع واشنطن، قال بقائي: “هذا الموضوع لا أساس له من الصحة. بمعنى أن التفاوض في ظل النهج الاستعلائي والاستبدادي لا معنى له على الإطلاق، وقد عبّرت إيران عن موقفها بشكل واضح جدًا.”