جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الايراني “امير عبداللهيان”، مع نظيره التركي “هافان فيدان”، والذي اعقب لقاء ثنائيا مغلقا جمع الوزيرين في انقرة اليوم الاربعاء.
طالب وزير الخارجية الايراني “حسين امير عبداللهيان”، بوقف اطلاق النار فورا في قطاع غزة، قائلا “ان العدو مقبل على تداعيات عسيرة؛ نحن اصحاب هذه المنطقة ولن نجامل في سياق تامينها او حماية بيتنا مع اي شخص”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الايراني “امير عبداللهيان”، مع نظيره التركي “هافان فيدان”، والذي اعقب لقاء ثنائيا مغلقا جمع الوزيرين في انقرة اليوم الاربعاء.
وثمّن امير عبداللهيان، كرم الضيافة الذي لقيه من وزير خارجية تركيا، كما اشار الى مباحثاته امس الثلاثاء في الدوحة مع كبار المسؤولين القطريين وقادة حماس، فضلا عن مشاوراته اليوم بانقرة مع “فيدان” ولقائه الرئيس التركي “رجب طيب اردوغان”.
وقدم وزير الخارجية الايراني التهنئة لمناسبة اليوم الوطني التركي، الى حكومة وشعب هذا البلد؛ مصرحا : ان الهدف الرئيس من زيارتي الى تركيا هو التركيز على القضية الفلسطينية؛ ان الصهاينة يمارسون على مدى 26 يوما جرائم الابادة الجماعية والمجازر بحق النساء والاطفال والمدنيين في غزة والضفة الغربية.
واضاف : ان الكيان الصهيوني يستخدم كافة انواع السلاح المحظور دوليا في هذه الحرب، ولو تتابعون التقارير الواردة من غزة، ستظهر مدى خطورة الاسلحة المستخدمة من خلال اعداد الشهداء والجرحى التي خلفتها الحرب الصهيونية داخل القطاع لحد اليوم.
واكد وزير الخارجية الايراني على استمرار جهوده ومشاوراته لوقف الحرب ومنع توسعها؛ مبينا ان رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية “السيد رئيسي” طرح مبادرة عقد اجتماع القمة لرؤساء دول التعاون الاسلامي من اجل وضع حد لجرائم حرب الكيان الصهيوني، وقد لقيت هذه المبادرة ترحيب الكثير من قادة البلدان الاسلامية.
وتابع : لقد عرضنا هذه المبادرة على السعودية ومصر، ونتطلع الى عقد الاجتماع قريبا.
وعن مباحثاته مع قادة حماس بالدوحة امس، لفت امير عبداللهيان بانهم حذروا من تداعيات عدم توقف الحرب التي ستطال بشكل مباشر الكيان الصهيوني وامريكا؛ مؤكدين بان المنطقة باتت قريبة من اتخاذ قرار اكبر.
كما اعرب عن تقديره لمواقف الرئيس التركي الاخيرة؛ قائلا : ان المسلمين يتوقعون من انظمتهم الاسلامية ان تعلن دعمها للشعب الفلسطيني من خلال مقاطعة السلع الاسرائيلية وحظر توريد الطاقة الى الكيان المحتل.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، لفت امير عبداللهيان بان الرئيس الايراني “اية الله السيد ابراهيم رئيسي” سيقوم بزيارة انقرة تلبية لدعوة نظيره التركي “رجب طيب اردوغان”.
واضاف : نحن سنعقد قريبا اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي، ونمضي قدما بهدف تامين حدود البلدين من خلال انشاء اسواق وممرات حدودية جديدة.
وردا على سؤال احد الصحفيين خلال هذا المؤتمر الصحفي، تطلع وزير الخارجية الايراني الى وقف الحرب في غزة، مبينا : ان امريكا والكيان الصهيوني اعلنا بانهما يعمدان الى القضاء على حركة حماس، التي هي واحدة من حركات التحرير الفلسطينية، وقد سبق للاعداء ان ارادوا تدمير حزب الله لبنان، لكنهم اليوم يخافون من سماع اسم الحزب؛ انني انصحهم بان لا يجربوا المجرب.
وردا على سؤال حول صيغة “الدول الضامنة” التي اقترحتها تركيا، صرح امير عبداللهيان : نحن نشكر السيد اردوغان على مواقفه الحازمة ومشاعر الشعب التركي القيمة.
واضاف : لقد تباحت مع السيد فيدان (وزير خارجية تركيا) حول هذه المبادرة وسائر مبادرات الدول الضامنة، كما نعلن ترحيبنا لاي مبادرة تساعد على وقف الحرب، مع التنويه الى ان دول العالم جميعا باتت على علم بجرائم الابادة الجماعية التي تحدث في غزة اليوم.
واكمل وزير الخارجية الايراني : قائد القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” وقائد القوة البرية بالجيش الامريكي يتواجدان حاليا في غرفة العمليات الحربية المشتركة، وبما يلزم علينا ان نقرر اولا مقاطعة السلع الاسرائيلية واتخاذ موقف من توريد الوقود الى الكيان المحتل، وفي المرحلة الثانية تهيئة الارضية لمحاكمة الضالعين في جرائم الابادة الجماعية داخل الاراضي الفلسطينية، ومعاقبتهم لضمان السلام والامن القليميين.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، أنه “لا يمكن تبني معيار خاص لأوكرانيا ومعيار آخر لفلسطين؛ إذا كنا نريد عالما عادلا فعلينا أن نتصرف بشكل مبدئي ومتسق”.
واضاف “فيدان” : لا نريد أن يتحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غزة إلى حرب تؤثر على دول المنطقة، وندعو الأطراف الفاعلة إلى تشجيع السلام الدائم.
وتابع : باعتبارنا جهات فاعلة في هذه المنطقة، لا ينبغي لنا أن نفوض الآخرين لحل مشاكلنا الإقليمية.
وأوضح وزير خارجية تركيا، أنهم “يعملون حاليا مع أعضاء وهيئات في المجتمع الدولي على إنهاء المأساة والكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، من خلال وقف إطلاق النار والسماح بالمساعدات الإنسانية”.
واستطرد : لدينا حركة دبلوماسية مكثفة مع كافة الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة، خاصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
وأعرب فيدان عن تمنياته في القيام بذلك بنفس الطريقة مع الاتحاد الأوروبي، “إلا أن الاتحاد الأوروبي للأسف لا يريد سماع عبارة وقف إطلاق نار (في غزة)”.
واضاف : الاتحاد الأوروبي لا يقبل أي أرضية قاهرة وتفرض ضغوطا فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.
وفي معرض رده على سؤال بشأن فتح معبر رفح للإصابات الحرجة، قال فيدان : بلغنا أنه تم التوصل لاتفاق بين السلطات المصرية والإسرائيلية لخروج نحو 500 مواطن أجنبي من غزة.
وأكمل : تتواصل مفاوضاتنا ليكون من بينهم مواطنون أتراك، هويات إخوتنا المواطنين الأتراك المقيمين في غزة معروفة، جهودنا من أجلهم مستمرة مع السلطات المصرية والإسرائيلية.