اخر الاخبارفلسطين المحتلةلــقــاء وحــوار

ما حصل في السابع من أكتوبر هو أهم عملية هجومية دفاعية من المقاومة الفلسطينية

الباحثة السياسية الدكتورة خديجة البزال

كل الأهداف الصهيونية في غزة فشلت ما عدا إرتكاب المجازر

الاحتلال الاسرائیلي
الكيان الموقت الاسرائيلي
خديجة البزال
الدكتورة خديجة البزال

تحدّثت الكاتبة والإعلامية اللبنانية د. خديجة البزال، حول التحولات في المنطقة وأهميتها على مستوى المنطقة والعالم

في ضوء متغيرات عديدة تمرّ بها المنطقة والعالم، من العدوان الصهيوني على غزة الذي أعقب عملية المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى” لدحر العدو الصهيوني وحتى الردود الكبيرة والعديدة التي وجّهتها أطراف محور المقاومة لأمريكا والصهاينة في المنطقة والتي رسّخت دون منازع معادلة وحدة الساحات بين دول المحور، وحتى المتغيرات الإقليمية المتسارعة، تحدّثت الكاتبة والإعلامية اللبنانية د. خديجة البزال، حول هذه التحولات وأهميتها على مستوى المنطقة والعالم.

في مستهل كلامها تقول موضحةً حول أهمية عملية طوفان الأقصى والتطورات التي أعقبتها: يعتبر ما حصل في السابع من أكتوبر هو أهم عملية هجومية دفاعية من المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال النازي للأرض، ومن هنا لا بد أن يكون واضحاً لنا بأن هذه العملية ليست بعملية إعتداء فلسطيني على الإسرائيليين، بل الإعتداء الإسرائيلي هو القائم من خلال جعل غزة أكبر معسكر إعتقال في التاريخ لم يشهد له مثيل حتى مع النازيين، وبالتالي العملية الدفاعية التي حصلت في سبعة أكتوبر تعتبر من أنجح العمليات في التاريخ بشكل عام.

وعن مخرجات عملية المقاومة الفلسطينية الموفقة على كافة الصعد، تقول البزال: وجّهت ضربة قاسية جداً للجيش الصهيوني الذي بدت علامات الإنهيار واضحة عليه في تلك الأيام، مما إضطر دول حلف الناتو أن تتقدم بجحافلها لنجدته والقتال إلى جانبه لإعادة وضعه إلى ما كان عليه. وبالتالي استمراره بعملية النهب الممنهج وحمايته لمصالح الغرب المنافق الذي يعيش حياة رفاهية مطلقة على حساب موارد المنطقة التي تتم سرقتها بطريقة ممنهجة عبر الكيان اللقيط.

وأضافت: الذي حصل لم يعد بالإمكان تداركه، ولم يعد بالإمكان إرجاع عقارب الزمن إلى الوراء، فالصفعة التي تلقاها الكيان لم يعد قادراً على تلافي مخاطرها الوجودية، وبالتالي أصبح على مفترق حقيقي بمرحلة إنحدار كبيرة.

وتابعت مستعرضة مراحل إنحدار وتهالك الكيان الصهيوني: كان هناك مراحل إنحدار عديدة لهذا الكيان الذي لا يهزم بدأت بخروجه عام ٢٠٠٠ مذلولاً من لبنان، وفي حرب عام ٢٠٠٦ التي ما زال يعاني من آثار صدماتها حتى الأمس، و جاءته هذه العملية اليوم لتسرع من هذا الإنهيار الذي لم يعد بإمكان كل تكتل الناتو أن يوقفه.

مفترق طرق وتشابك دولي

الكاتبة والمحللة السياسية اللبنانية تستدرك وسط قراءتها هذه بأن ما تستند إليه في هذا الرأي الصائب بنظرها هو التقارير والإعترافات الصادرة عن الطرف الآخر لا إثر استنتاج شخصي، وتقول: هذا الأمر نستند فيه على معظم التقارير التي تصدر من داخل الكيان الصهيوني ومن قيادات بارزة سواء كانت على المستوى العسكري أو السياسي، أو من خلال ما يرد من تقارير متلاحقة في الصحافة الغربية وقيادات عسكرية، حتى أنه يوم أمس مارك إنديك السفير الصهيوني الأمريكي السابق في إسرائيل قال: إن ما حصل مع حماس ليس إلا تلقي كدمات فقط. بمعنى أنها لم تفقد شيء من قدرتها العسكرية وإن الثمن الباهظ الذي يجب دفعه لأجل عملية إطلاق الأسرى لا بد منه.

وأردفت: نحن أمام مفترق طرق أمام التشابك الدولي الكبير الذي يحصل حاليا، وأعتقد أنه تجاوز موضوع وقف العدوان على غزة ليصل إلى رسم حدود القوة الإقليمية في منطقة غرب آسيا، وتحديد حجم كل هذه القوى في المنطقة، وقد حصل بدون منازع محور المقاومة على المرتبة الأولى في ميزان القوى في المنطقة، ولا يوجد له منافس على المرتبة الثانية لأن المرتبة الثانية هي بعيدة جدا عن المرحلة التي حصل عليها محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية. وبالتالي نحن أيضا ذاهبون الى رسم معالم النظام العالمي الجديد إنطلاقا من رسم خطوط القوة في منطقة الشرق الأوسط أو منطقة غرب آسيا في التعبير الأصح، وعلى هذا الأساس ما يجري حاليا من مفاوضات متنقلة في عواصم المنطقة سواء في عمان و قطر و القاهرة يأتي في هذا السياق.

فشل الأهداف الصهيونية

وأكملت: هنا لا بد أيضا أن نشير إلى محور المقاومة بما يستحق ولكن في هذه العجالة لا يمكن إعطاء كل ذي حق حقه، فالمقاومة في لبنان قدمت عشرات الشهداء يكاد يصل العدد إلى المئة وخمسة عشر أو أكثر، وهي أربكت أكثر من مئة وخمسين ألف جندي صهيوني حجزتهم على طول جبهة لبنان مع فلسطين المحتلة، وبالتالي أحدثت أيضا عملية إفراغ للمحتلين النازحين الغزاة الصهاينة على طول هذه الجبهة، مما سبب ضغطا داخليا كبيرا على حكومة الكيان فضلا عن النازحين الأخيرين للمستوطنين في منطقة غلاف غزة التي أيضا راكمت العمليات وعمليات الضغط المتراكمة على هذا الكيان، يضاف إلى هذا عمليات القصف الأخيرة التي طالت تل أبيب بصواريخ من داخل فلسطين المحتلة من داخل غزة كانت تعتبر الأكبر والأكثر ضراوة منذ أن إنطلقت عملية سبعة أكتوبر، إذا كل الأهداف الصهيونية في هذه العملية فشلت سوى في عملية قتل المدنيين والأطفال لأنه هذا كل ما تستطيعه آلة الحرب التابعة لحزب الناتو هو قتل حوالي عشرة آلاف طفل إخراج مئات الأجنة من بطون أمهاتها وقتل آلاف النساء ومئات منهن الحوامل هذا الذي تمكنت منه آلة القتل الغربية التي شاركت بشكل مباشر في هذا العدوان على قطاع غزة.

وبشأن عمليات المقاومة اليمنية البطولية في البحر الأحمر تضيف د.البزال: من الإجحاف تجاهل ما قام به اليمن في هذا الموضوع الذي أربك كل قيادات حزب الناتو الإرهابي من خلال العمليات البحرية، وفرض هذا الحصار الإقتصادي الكبير على الكيان الصهيوني، والذي لم تستطع أمريكا أن تجد حلاً لهذه المعضلة، حيث أن اليمن عازم بشكل قطعي على الإستمرار في عمله بمحاصرة الكيان الصهيوني، وخاصة أن أمريكا حاولت أن تشكل تحالفا دوليا كبيرا لحماية التجارة الصهيونية في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب، لكن أغلب الدول المطلة على البحر الأحمر والبحر الأبيض لم توافق خوفا من ردات فعل اليمنيين.

وتابعت: كذلك الأمر أمريكا لم تجرؤ حتى الآن على القيام بأي عمل عدائي لا هي ولا الكيان الصهيوني ضد اليمن، لأنهم يعلمون أن هذا العمل سوف يؤدي إلى أن يباشر رجال اليمن بإقفال باب المندب بشكل كلي وليس فقط التجارة الصهيونية، فضلا عن أن كل القواعد الأمريكية في المنطقة سوف تكون تحت مرمى نيران قوات الجيش وأنصار الله في اليمن، وأيضا سوف تشترك معها كل فصائل المقاومة وهذا يعني هزيمة مدوية لن تستطيع أمريكا تحملها، وكذلك سوف تُحمل الكيان الصهيوني عواقب وخيمة جداً، والتي قد لا تنتهي إلا بفرار معظم الصهاينة عبر البحر، لذلك ما زالت أمريكا حتى الآن لم تقم بأي عمل عسكري ضد اليمن لأنها تعلم العواقب، وتفضل المواجهة بشكل غير مباشر بطريقة أو بأخرى أو بعودتهم إلى إستنهاض الدواعش ولكن كل هذه الأدوات فاشلة وبائسة لم تعد تجدي نفعا في ظل هذا التموضع الكبير لكل قوى محور المقاومة .

وأشارت في ختام كلامها الى عمليات المقاومة العراقية، وقالت: لابد من الإشادة بعمليات المقاومة العراقية التي ما زالت تدك مواقع القوات الأمريكية في سوريا وغيرها، فهناك تحركات من وقت لآخر ضد المواقع الصهيونية في الجولان المحتل وهي إشارات على أن كل هذه المواقع قد تتحرك دفعة واحدة وحينها لن يكون للصهيوني مكانا في هذه المنطقة، لذلك أعتقد أن الأمور حسمت في صباح سبعة أكتوبر، وكل ما يجري حتى الآن هو محاولات ردة فعل أو حفظ ماء الوجه لهؤلاء القتلة الصهاينة ومن يديرهم في الغرب، لكن كل هذا لم ينفع أبدا لهم بل قد إزداد وضعهم سوءا وزادت وجوههم قباحة مع كل نقطة دماء سفكت من الأطفال في غزة.

Related Articles

Back to top button